محمد عمار شعابنية - لحجْر الكورونا.. شعر

سأعلن حظر التجوّلِ
عن قطتي..
والخروفِ الذي في الزريبةِ
والنمْلِِ يرتع بحثا
عن الحَبّ في حوْشِ داري
وأُوقفُ زَحْفَ العَظاءة
الخنْفساء التي تتخفّـى
ـ إذا ولْولتْ غٌولة الريح ـ خلف الجدارِ
وامنعُ من أنْ تغادر كل العصافيرِ
أعشاشَها في جداري
وأحْتاطُ مِن أن يُرحّبَ بي
ـ حين أخرج من منزلي ـ كلبُ جاري
وأُغلق نافذةً في يمينٍ
وأفتح نافذة في اليسارِ
وأُصغي إلى ما تقول الإذاعات حينا فحينا
وقد ضاق مِمّا تقول الأثيرْ
مخافةَ أن تتناهى إليه الكورونا .
فقد صارت الأرض سجنا
وسجانها فاتكٌ وعنيدْ
فيا أرضَنا الطيّبهْ
ويا أرَضَ من فطموا تًرْبَكِ الأزلي
على النار والجشـَع العالميّ المُبيدْ
لكِ الآن أن تحصدي من حقولٍ
سنابلـُها قمحُها من صديدْ...

سأعلن حظْر التجوّلْ
وأعلن عن حجْر ذاتي
فلا تُطرقوا باب داري
ولا امرأةٌ تطلبُ المِلحَ والزيتَ من زوجتي
حين تنقصها حاجة لطعام الغداءْ
ولا شاعرٌ ناشئٌ
يُحدّد لي موْعدًا
ليُسمعَني مقطعا أو قصيدْ
فأني حريص على أنْ أجنّبَ طفلا رضيعا
حليبا تقاطر من ثدْي داءِ ..
سأعلن عن حجْر ذاتي

وعن حجْركم ، إن أطعتمْ ـ
لأجْل الحياةِ
عسى أن نرى عالما في كِساءٍ جديدْ
لأن الكورونا
لها ما يبرّر سلطتها فاسمعونا
ولا تسمعوا بعْدُ
من أجبرونا
على أنْ نفضلَ ، إذْ يكبر اليأس فيها ، الجنونا .
ولي أنْ أحاسِبَكمْ
على كلّ ما تفعلون
إذا لم أرَ الآنَ ما يتوَقـّد فيكم
لحجْر الكرونا

محمد عمار شعابنية
المتلوي في 17 مارس 2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى