ماماس أمرير - وحيدين.. شعر

ها أنا
بِصُحبةِ قلبي
وَحيدَين
نخطوا نحو هامشِ الشِعر
نرتبُ للكونِ أغنية
وللغبطة رَقصة

حنجرتي مكتظة بالعدم
يدايَ ترتجفان
و أنا أرتب
نوتة شارِدة

جَسَدي....
جسدي يَمتصُ قصائدَ
عليلة
ومَساماتي تُفرزُ
تاريخاً سَحيقا
وكعادتي
أجادلُ هواجِسِ المساء

المَرأةُ بداخلي
تَركضُ
والعالمُ يَركضُ خلفها
يَداعبُ نَهديّ
وأنا أسرقُ رَغباتِه
وأحرضُ الحبّ على النسيان

العالم مُتخن بِالرغبات
وأنا مَعنِية بِقتلها
كانَ عليّ أن أصابَ بِالجنون
ليجدَ العالم مُتسعاً لخداعي

قد أتَحوّلَ لِبطلة مِن الخَيالِ العِلمي
بأظافِرَ حديديَة
أجمع العالمَ في يد واحدةٍ
ثم أسحقهُ
لأدعمَ أنوثتي
أشير إليه بأصابعِ الإتهام
وأبتلعُ كلّ يَومٍ نَصيحة ساذِجة
وأنعَمُ بالطيبة

بِاستِطاعَتي
إلقاء كل ما أكتبه خارج مداري
فَأنا كوكب منفلتٌ من مجرته
ألقاني الزَمَنُ في فراغه دون أن يلتفت مِقدارَ دمعة

أبحثُ في الحكاياتِ
كَيفَ كانَ حلمي مُلطّخاً ومُمزّقا
كُنتُ الوَحيدَة التي تُقدّمُ للربّ أحزانها
كي يَبتسم
وكي يتخلى العالم عن قسوته

أنا حصيلة وفيرة لبؤسه
سأمطرُ ما تيسر لي
وأعبرُ البرزخ بحرصٍ شديد
وأشد وثاق التاريخ جيدا
حتى لا يتجاهل كدماتي

القلبُ مكتظُ بالسنونو
ورغم ذلك
أرصُّ الطعناتِ
تباعا
لأدرك كم من الدموعِ
ستعبر المدى
من بعدي

كنتُ أسألُ الحُبَ :
كيفَ تُغيرُ لون عَينيك؟
كيفَ تَفتَحُ الأبوابَ للريحِ،
لتُربكني؟

كُل شَيءٍ يَبدو هادِئاً
وبِنُكهَةٍ لذيذة

تُباغِتُني السماء
تُؤشرُ إلى قلبي
والحب لمسة ساحرة لإنجابِ مَزيدٍ من اللهفة والضجر

الشعرُ ذريعة الحبِ
والحبُ ذَريعة قوية لِكتابة الشِعر

حين كتبت أولى قصائدي
كان حَبيبي يَنتَظرُ منَ الريحِ أن تَأخذني إليه
ليَكتبُ اعتِذاراتِه
وأنا أمَسّدُ ظَهرَ الصُدفِ السَعيدة
وأنتَظِرْ

أتسلقُ الشوق
وأفكرُ كيفَ سَنُنجبُ لِلحُبِ طِفلا يؤشِر إلى الشمسِ ..!
وكيفَ تخرجُ الفراشات مِنْ شَرنَقاتِ
الحلم..!

حنيني كغابةٍ كثيفة
يَنتظِرُني عَلى حافةِ الكون
يُشير إلى قلبي
الذي يكتظ بتاريخٍ مليئ بالخَيالِ والخِصبِ

أتلمسُ جسدي
أرَتلُ ما تَيسّر من أغانٍ ذابَ فيها عُمري
أتشبث بِخِصر الدهشةِ كي لا أسقط في الوحل

حين يَمرُّ الوَقتُ بَطيئا
أراقِبُ هذي المُدنُ الموحِشة،
كيف تبتلعني
وتَموتُ في كفّي كُلّ صّباحٍ!

في اللّيلِ أتَوَسّدُ صَدرَ صَمتِها
فأمسِياتي بارِدة
وفنجاني وحيد
قدماي مُخدّرتان
والذاكرةُ تَستدرِجُ لحَظاتٍ دافِئة
وتتأوه..

يقعُ قلبي مِنّي...
ترتجِفُ شَراييني
قد أموتُ
وَأْنْتَ هناك تُرتبُ لِلشَمس يوما خاصا

الحب مليءٌ بالهزائمِ
فكلما نضجت مشاعرنا تهربُ الشَمس

لا يروق لي هذا العالم
لا تروق لي هذهِ القصائدُ
لا يروق لي سوى
ابتِسامتك.
ولمستُكَ وهي تطردُ الوحشة عن جسدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى