نجيب طلال. -. "كـُورونا" حقيقـة أم إشـاعــة ؟

اتجهت لإشعال التلفاز؛ بعْـد جهد خاص في القراءة . ولكن ليس للاسترخاء التام ، بل للإحاطة ما هي المستجدات والتطورات الخاصة حول هذا البلاء/ الوباء؟ وإلى أين وصل [فيروس كورونا] باجتياحيه المريب واختراقه المثير لأجساد وأرواح البشرية عبر العالم ؟ وأي إيجابية تحققت لمقاومته (؟) وخاصة في أوربا التي وضعت لها عنوانا خاصا [أوروبا الجريحة] لأنها هي الأكثر تضررا من هذا الوباء ! وإذا بأصبعي يضغط صدفة على المتحكم عن بعْـد؛ لأصادف قناة ( العربي) تناقش موضوع ((هـل كورونا حقيقـة أم إشـاعــة ؟))هنا لا يعنينا ما راج ؛ لأن هاته الكارثة الوبائية التي حلت وارتحلت بين المدن والقارات ؛ أفرزت وخاصة في (العالم العربي) محللين وعلماء وخبراء وباحثين وصحفيين ومشعوذين ودجالين وسماسرة واستراتيجيين ومنشطين محترفين في وسائل التواصل الإجتماعي؛ غرضهم ترويج الإشاعات ليس للتهويل كما أشارت بعض الدول( العربية) بل خدمة للجهات التي تدفعهم وخاصة ((الطارطوفيون/ تجارالدين)) *الذين انهزمت خرجاتهم في البداية ؛ وسُفـَّهتْ طروحاتهم المتخلفة والبعيدة كليا عن مفاهيم الحضارة والتحليل العلمي والإيمان بقدرات المختبرات والأطباء والممرضين :[[[ الذين نحييهم (هاهنا ) ونحييهم في كل اللحظات ونطأطئ رؤوسنا احتراما لهم وعلى تضحياتهم الجسام ]]] والمتجلية في الميدان وليس في المكاتب المكيفة !
إذ في لحظة تتبعي للبرنامج ؛ أتذكر أنني اطلعت على موضوع الفيروسات ولقد مَـرَّ بذهني ( فيروس كورونا) فحاولت جاهدا أن أتذكر ؛ ما استطعت . والمصادفة التي لا يمكن تصديقها – وتالله- أن صديقا في تلك اللحظة أرسل لي عبر( الواتساب) فقرة من الموضوع الذي كنت أعصر ذهني عليه ؛ وعليه المصدر. لم أصدق هل كان يقرأ ما بذهني ؟ هل يمتلك الحاسة السادسة ؟ كل الأسئلة مستبعدة باعتبار أن التواصل الإجتماعي وسيلة أساس ، لتكسير الحجز الصحي. ذلك مما نهضت للتو للمكتبة أبحث عن مجلة ( عالم المعرفة عدد 415) والمفاجأة وجدت أنه عددين وكلاهما يحملان نفس العنوان ][ الفيض – أمراض الحيوانات المعدية وجائحة الوباء التالية بين البشر- تأليف ديفيد كوامن ترجمة : مصطفى إبراهيم فهمي ج 1 عدد 415 / غشت 2014][ عن (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب/ الكويت) ففي هذا العدد في (ص11) نجد: على أن بعض العلماء يخشون من أن جائحة الوباء التالي التي تهدد العالم قد تنبثق عن فيروس معروف ولكنه يكمن في عائل خازن متربصا لوجود الظروف اللازمة لانتشاره وانتقال العدوى للإنسان مثال ذلك فيروس الكورونا ( الإكليل). سمي هذا الفيروس بالكورونا أو الإكليل؛ لأن المشهد تحت الميكروسكوب تبدو فيه جسيمات الفيروس وقد أحاطت بها نتوءات مستديرة بارزة كأنها إكليل. فيروس كورونا السارس يسبب مرض السارس الذي يدمر سريعا الجهاز التنفسي ويصعب علاجه بعد الإصابة به ويؤدي إلى نسبة وفيات عالية. وقـد أخذت تظهر الآن بعض حالات فردية منه بين تجمعات الحجاج في بعض البلاد )) فمن خلال هاته الفقرة الواضحة والمنطبقة على مستوى الواقع ؛ والذي تعاني منه أغلب الدول العالم سواء المتقدمة منها والمتخلفة .
يتبين أننا لا نقرأ سواء قراءة عامة أو تخصصية ؛ أم أننا نقرأ فـعلا ولا نفهم أو نفهم ولا ننتبه ؛أو ننتبه ولا نستطيع أن نحلل لما يحدث أو سيحدث أساسا على أرض الواقع . ربما نتيجة انعدام البحث العلمي الرصين ؛ وعدم تشجيعه من لدن الدول العربية ؛ لأسباب ربما ترتبط بالتبعية أو الوصاية ؛ ليبقى المجال محصورا ومخصصا للمعاهد العلمية والمختبرات الدولية. لأنه كم من اختراع خلاق قام به شباب عرب؛ وقوبل إما بالرفض أو اللامبالاة من لدن دولهم ( العربية) والآن وعلى إثر اجتياح ( فيروس كورونا) مناطقنا ؛ فلا مناص بعد إزالة الغمة الوبائية عنا جميعا من إعادة ترتيب الأوراق العربية صحيا وعلميا وإبداعيا وإنتاجيا ؛ وأن نستمع لبعضنا البعض. لأن قمع حرية التعبير ومصادرة الرأي في العالم العربي؛ لم تعـد مجدية ؛ أمام ( العولمة) وأمام زحف الكوارث والأوبئة ؛ التي بعض منها نتيجة الاقتتال والحروب الطاحنة بين الإخوة العرب ؛ لأن ما يصيبنا من أمراض: إنها ليست أمراض تصيبنا مصادفة. بل هناك عوامل معينة تسببها؛ من بينها أفعال البشر أنفسهم في الإضرار ببيئتهم. إذ نلاحظ في (ص134/ ج1):انتقال العدوى بين البشر أمر متأصل منذ البداية ؛ نوع من تكيف عارض مسبق للانتشار خلال عشيرة البشر؛ على الرغم من وجود تاريخ طويل للإقامة داخل بعض نوع من عائل آخـر، فيروس الكورونا السارس كانت له القدرة ؛ منذ أول الأيام لانبثاقه 2002-2003 في غواندونغ وهونغ كونغ. فيروس كورونا سارس؛ لديه هذه القدرة بصرف النظر عن أين يكون مكان اختبائه قبلها؟ أو لماذا يختبئ قبلها؟ ففي هات النقطة بالذات يبدأ الباحث ((الجزء الثاني عدد416 / سبتمبر/2014 )) في (ص9/ 10 ) الفيروسات كانت لغزا غير مرئي؛ مثل المادة المظلمة والكوكب إكس؛ وذلك حتة دخولنا القرن العشرين كان للفيروسات شأن بالغ الأهمية لكنها مثل النيوترون لا يمكن الكشف عنها...لأن الفيروسات حجمها بالغ الصغر مما يجعلها كأنها متلاشية الفيروسات بسيطة لكنها بارعة؛ وشاذة؛ واقتصادية؛ وفي بعض الحالات تكون حاذقة على نحو شيطاني... الفيروسات تعيش متطفلة متنافسة؛ الفيروسات تهاجم وتتجنب الهجوم وهي تناضل وتخضع للقواعد الاساسية نفسها التي تتبعها مثل كل المخلوقات الحية. أن تظل في الوجود وتتكاثر؛ وأن تعمل على أن تدوم سلالتها أبدا. فهذا الجانب البيو فيروسي ؛ ربما هو العائق الذي لم تستطع الدول المتقدمة علميا/ طبيا مقاومة ( فيروس كورونا / كوفيد 19) ولكن ضمنيا نجد العائق في (ص228/ج1) لنتذكر أن هذه الجائحة العالمية السيئة السمعة ( هنا يتحدث عن أنفلونزا لسنة 1918/1919) حدثت في عصر سابق للعولمة، يتحرك الآن كل شيء حول كوكبنا بسرعة أكبر بما في ذلك الفيروسات. لهذا نلاحظ الانتشار الرهيب لفيروس( كورونا) في ربوع الكوكب الأرضي؛ حتى أن المشهد أمسى أفظع من الحرب العالمية .وإن كان ظهوره سابق وقام بدوره القاتل؛...بعد أن انتشرت الأخبار عن سارس فيروس الكورونا القاتل الجديد، وكيف أن مساره قد توبع وصولا إلى خفاش صيني( ص102/ج2) وها نحن اليوم نلاحظ أنه بدأ من الصين؛ هل الأمر حقيقة أم إشاعة ؟ لما كان انبثاقه في العام2003 حالة تاريخية من الحظ الطيب والاستجابة الفعالة للوباء؛ ستكون هناك قصة أكثر ظلاما بكثير ثمة قصة أكثر إظلاما بكثير لاتزال باقية لتُروى؛ وهي فيما يحتمل ليست حول هذا الفيروس، بل حول فيروس آخـر. عندما يأتي "الوباء الكبير التالي" يمكننا أن نخمن أنه سيوافق مع النمط المعاكس نفسه، وأن تكون القدرة العالية على العدوى سابقة للأعراض الملحوظة. سيساعده ذلك على أن يتحرك خلال المدن والمطارات كملاك الموت (ص228ج1) نستشف من خلال هذا الطرح أن هنالك نوعا من التنبؤ ؛ لما نحن فيه ( الآن) وبالتالي فها نحن نقاوم كل حسب موقعه وطاقته [[كورونا المستجد]] الذي هو حقيقة وليس إشاعة . كما يروج العديد من البلهاء أو المأجورين . وفي نفس الاتجاه ( تلك ) الأرواح التي تحصد يوميا وفي كل بقاع المعمور إشاعة أم حقيقة ؟
وبناء عليه فالكتابين/ الجزاءين (( الفيض – أمراض الحيوانات المعدية وجائحة الوباء التالية بين البشر تأليف ديفيد كوامن ترجمة : مصطفى إبراهيم فهمي )) اللذين يحملان تحليلا علميا دقيقا وموثقا ورصينا وأحداثا واقعية باعتبارها علامة دالة على عمق التصور ونقاء السريرة. هل هما حقيقة أم إشاعة اختلقتها ؟



* نسبة لطارطوف إحدى المسرحيات الرائع لموليير( النفاق الديني) والتي منعتها الكنيسة سنة1664 لكن تم عرضها بعد التماس الى الملك لويس 14

صبيحة /22/03/2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى