فوزية العلوي - غربــــــــة.. شعر

تباعدنا
مثل غمامتين
غريبتين في أفق عاصف
توادعنا يوم قلنا
سنقطف معا من ذاك الزهر الاصفر
المجهول الاسم
قلت ستظفر لي منه اكليل الملائكة
هكذا كنت تسميه
تقول لي أنت النقية كدمع المحار
وانا غجري جرحته المواني
وصبغت رئتيه
السجائر المهربة الرخيصة.
كنا نغني كمجذوبين
ونمعن في الخصام والضحك الطفولي
وانا أقبل اناملك الغليظة المصبوغة
بلون الدهر
أضحك من اسنانك غير المرتبة
وأقول يااااا ستصبح شيخا عما قريب
وستسمي السماء ثماء
والسمكة ثمكة
والياسمين الذي في كفي ياثمين.
تقول انت امراة معتوهة
والا كيف تعشقين بحارا حزينا
وفقيرا كرصيف في حرب.
هربت منا المدينة انا وحبيبي
والواجهات التي كنا سنشري منها القبعات
والقفازات
أغلقت للصيانة
والمقهى الذي فيه العازف السلافي
لم يعتد يرتاده أحد بعد موت العازف.
الارغن عند آخر الليل
يرسل صوتا اجش كصوت الكنائس.
يسمعه العائدون من المحطات البعيده
لم يودعني ملاحي الفقير
ولا ظفر لي من ذاك الزهر الاصفر
ولا اهداني القفازات الجلدية
كما وعد
ولا قبعة الصوف الزرقاء
شيء في قلبه يرعبه
وحلمه اكبر من القارة
لكن الرياح تجري بما لم تشتهيه السفائن
رحل ملاحي مثلما يرحل العيد
تاركا في الافق شيئا من رائحة الزهر الاصفر
ونكهة من تلك السجائر الرخيصة المهربة

فوزية العلوي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى