حسن إمامي - زوايا في التفكير (1)..

أتمنى أن تكون الأيام المقبلة فرجا وسلامة وشفاء ورفعا لكل كرب.
حديث هذا الصباح الذي جعلني أنتقل من عمل إلى كتابة هو تناول موضوعين. ربما سيكون ذلك منفصلا نظرا لتباعد مجالاتهما.
الأول يتعلق بالفضاء والمكان في الكتابة، ويدمج تفاعل العوالم الواقعية مع الافتراضية في التحليل.
الثاني يتناول موضوع الحجر الصحي ومقارنته مع الحجر الذهني. فكيف سيكون هذا وليد ظروف مغايرة للآخر. أما المناسبة في التناول والتحليل فهي ما وقع من اصطدام بين أمر بالتزام المنازل وقاية ورفض أو تعنت في تطبيق هذا الالتزام. والظاهر أن هناك حجر ذهني عرقل تلبية أوامر الحجر الصحي المفروض واقعيا حماية ومصلحة عليا للبشرية. لذلك جاءت مناسبة تناول موضوع الحجر الذهني كأحد العوامل المعرقلة للتطور. لكن فكرته مرتبطة بالعامل الذاتي والآخر الموضوعي كذلك. الزاويتان قائمتان لأجل تجلية عناصره التي نريد تحليلها.
العامل الذاتي في وقوع الحجر الذهني: محاولات التكبيل الناجمة التي تقوم بها بعض الإيديولوجيات والاستقطابات الفكرية والسياسية والمذهبية. حشر مجموعة من العقول في خندق تحليل مغلق. جعلهم لا يفكرون إلا بمقاييس موضوعة ومحدودة ترفض كل فكر مغاير وكل اختلاف. إسقاط احكام جاهزة على الآخرين وعلى فلسفات عيشهم نمط حياتهم وأسلوب تفكيرهم...
العامل الموضوعي مرتبط بواقع المعيش اليومي الذي يجعل البعض يرفض كل دعوة للالتزام بما يحفظ المصلحة العليا للمجتمعات. وهو واقع يعرف أساليب تهميش ممنهجة وأخطاء متراكمة في التعامل مع الجماعات البشرية سواء صنفناها في دائرة مكانية او في تشارك فئوي في ظروف عيش متشابهة.
لعلها إشارات تؤطر ما نحاول تناوله. يبقى التذكير بان الملاحظ في الظاهرة وفي التحليل بأنه لا يبدا باحكام القيمة والإسقاط والتموقف هو الآخر. مهمته أن يفسر ويفهم ويجيب على سؤال: لماذا صدر هذا السلوك؟
من هنا فإن الحركات الاجتماعية التي ظهر فيها رفض الالتزام بالأمر بالحجر الصحي هي حركات أنتجها المجتمع وليس شيئا آخر بعيدا عنه.
نسائل الخطاب السياسي ومدى مصداقيته قيميا والتزاما.
نسائل المؤسسات الس كذلك ومدى قيامها بواجبها ووفائها بعهودها.
نسائل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية ومدى تنزيلها لعدالة ومساواة وضمان لحقوق ومواطنة.
نسائل الإعلام والدور الذي قدمه للمواطن (ة) كي لا ينتج لنا عكس ما هو مطلوب مواطنة وأخلاقا ورقيا حضاريا.
نسائل الس التربوية ومدى تغطيتها للمجال واحتضانها للأفراد في التوجيه والرعاية والتثقيف والتوعية.
...
لأجل غد أفضل. ستزول الغمامة إن شاء الله تعالى وسنعود لنسأل: هل أخذنا العبرة من أجل الآتي؟ هل صححنا أخطاءنا؟ هل استرجعنا إنسانيتنا وكرامتنا ومواطنتنا ومساواتنا بعضنا لبعض في حقوقية عيشنا؟؟
هي مجرد زوايا في التفكير ولأجل التفكير والنظر.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى