أشرف قاسم - هذا مقام الصابرين.. شعر

لكَ ما تريدُ
أكتبْ وصيتك الأخيرةَ
لي سؤال واحدٌ
مَنْ ذا سيقرأَ ما ستكتبُ ؟
لا تخفْ
قُل ما تُريدُ
بِيَدٍ أثار رُعاشها
صمتُ القبورِ
وجوقةُ التهليلِ
حاول أن تكون محايداً
في ما ستكتبُ
وابتسِمْ
في وجه مَنْ سرقَ النهارَ
وباع أحلامَ البطولةِ
واقتسِمْ خُبزَ الختامِ
وكأسك الَّلا بعدها
مع مَنْ يُتاجر في دموعِ الأبرياءِ
اقرأْْْ كتابكَ
عَلَّهُ سيكون آخرَ
ما سيحملُه البريدُ !
هذا نُثارُ دِماكَ
فوق أجندةِ الأيامِ
وِجهتُكَ السَّرابُ
وطعمُ أيامِ الأسى مُرٌّ
و عِيدُكَ ؟
لم يعُدْ يأتيكَ عيدُ !
وطنٌ بِلونِ الحزنِ
يسكن أُفْقَنا
وسلاسلُ اليأْسِ المحيطِ تَغُلُّنا
والظامئون – الآن دون إرادةٍ –
لعقوا التراب – نِكايةً –
مات الوليُّ
فكيف يحتمل المُريدُ ؟
دعْ غنوةَ الأحلامِ
واصرخْ
صرخةَ الجوْعَى
لأجْلِ رغيفِهم
واسْقِ الصباحَ بدمعةٍ
فَلَرُبَّما طلعَ الصباحُ بشمسِه
وهناك ينقشع الجليدُ !
واعزفْ مع الريحِ العصِيَّةِ
لحنَها
واقرأْ لها سِفْرَ التمردِ
مِن كتاب شجوننا
واضبطْ على إيقاعِها
إيقاعَ لحنِكَ
غامر الآنَ
استَثِرْ
ثُرْ
كلنا نبغي انفلاتاً
مِن إسارِ الخوف والإحباطِ
يسمعُ صوتنا
الأملُ البعيدُ !
هذى قيودُكَ
أعلنَتْ عِصيانَها
ارتجفتْ أناملُكَ
اسْتُثِيرَتْ
فانتفضْ
أَشْهِرْ صُكُوكَكَ
أنت حرٌّ..!
كيف تقبلُ
أنْ تعيشَ مُهَمَّشا ً
ويدوسَ هامتَكَ
العبيدُ ؟
هذا مقامُ الصابرين
اسْتَنْزَفَتْهُمْ
رحلةٌ طالتْ
وأدماهم أسىً
سكن القلوبَ
وعانقَ الأحشاءَ
أعلنَ
" أنتم الفقراءُ
كلكمُو شهيدُ " !
حتَّامَ نرحل نحو أُفْقٍ معتمٍ ؟
يَسَّاقط الليلُ الذي لا ينقضي
كِسَفاً على هاماتِنا
نُفضي بِسِرِّ عرائِنا للريحِ
يلفِظُنا الطريقُ
ويقتفي خَطْو اليتامى في دروب عذابهم
ناىٌ حزينُ الصوتِ
منعزلٌ .. وحيدُ
أُرجوحة الوقت استباحت فجرَنا
كُلُّ الدروبِ – الآن نحو النورِ –
غيرُ ودودةٍ
فلِمَ انتظارُكَ ؟
أطلق – الآن – الحمامَ
على الربوعِ
لتعلن الدنيا قيامةَ موتِنا
هذا يقينُ المؤمنين
وإنْ يكن في عصرنا
لفَّ اليقينَ جحودُ !
هذا العشاءُ هو الأخيرُ
اجمع تلاميذاً
شدوا بنشيدِ مجدِكَ
لا مكان لخائنٍ
واقرأْ عليهم
ما تيسر من كتاب صباحهم
ولْتقتسم معهم
رغيفَ عذابِهمْ
واكتب على أزنادهم
" هذا دمي
إنْ سال مني
هل سينكره الوريد " ؟.؟
هذا مقام الصابرين
فهُزّ جذْعَ النخلةِ العجفاءِ
أيقظْ قلبها
واسقِ العروقَ من الدموعِ
لعلها
- يوماً –
تساقِط فوق رأسِكَ
ذلك الرُّطَبَ الجني
فتعلن البعثَ الجديدَ
ويُفتَحُ
البابُ
الوصيدُ !!

تعليقات

أعلى