علاوة وهبي - كتابة الواقع في نصوص عدي المختار

هو شاب من شباب العراق الباحث عن موقع له في الحركة المسرحية في بلده اولا وفي البلاد العربية ثانيا وقد حقق بعضها اذ عرضت له اعمال خارج العراق في مصر والمغرب والجزائر.

تجربته في الكتابة لا تتوقف عند النص المسرحي فقط، فلقد جرب الكتابة في انواع غير المسرح كالسنيما . وهو اعلامي .وما لابد من ملاحظته او الذي لاحظته انا ان اهم الاسماء ابداعيا فيما وقرأته من اعمال جاءت ميدان الابداع من بوابة الاعلام . ربما لان الاعلام يجعل الشخص يكتشف اشياء لم يكن يعرفها ولن يعرفها خارج الاعلام ، وكذلك لان الاعلام يمكن المشتغل في حقله من اكتساب اللغة السهلة والممتنعة وسرعة الكتابة. واجادة الحبكة. وكل هذا متوفر في الكاتب عدي المختار .الذي يشق طريقه في كتابة النص المسرحي بثقة واجادة . وعدي الذي لم يتجاوز العقد الرابع من عمره فهو من مواليد 1980 بمدينة البصرة ما زال امامه الطريق طويلا ليحقق الكثير من احلامه في كتابة نص مسرحي يتجاوز اسلافه ويظيف عليه .عدي كتب النص المسرحي للكبار وكتبه للاطفال .كما كتب المونودرام والديويو درام والبانتوميم وخلافه. بمعني انه جرب كل الانواع المسرحية. وقد اجاد في كتابة اغلبها .كما كتبالسيناريو .واخرج كذلك وله فرقة مسرحية ويخرج بعض الاعمال لها هو اذن فنان شامل..والشمولية تعطي صاحبها امكانية النجاح اكثر.

وعن الكتابة للمسرح ومتعتها يقول عدي: “متعة كل عمل فني تكمن بمدي المجازفة والمغامرة التي فيه والا ما فائدة الاعمال الفنية ان لم تأتي بجديد وبجدل الاثارة وتقول لم يستطع احد البوح به” هكذا يفهم عدي المسرح وهكذا يريده .لان المتابة المسرحية مغامرة ومغامرة جميلة وتحتاج الي الجراة لقول حتي الذي لا يقال ..اذ يقول بعض نقاد المسرح ان العمل الذي لا يقلق ولا يستفز المتفرج ويجره لطرح الاسئلة هو نص فاشل حتي قبل عرضه علي ركح المسرح .النصوص التي قراتها للكاتب عدي وهي اربعة:

  • ثوار الورد
  • شيزوفرينيا
  • اوركسترا الرصاص
  • لا رجولة في زمن العنف
اربعة نصوص تدفعك الي التساءل لا محالة من خلال الذي تتحدث عنه كان تدفعك الي القول وبعد ماذا..لان الموضوعات التي تطرحها هذه النصوص مأخوذة من الواقع المعيوش في الوطن العربي وما حدث ومازال يحدث فيه او الذي حدث في العراق بشكل خاص, وكاني بعدي يوثق لكل ذلك فنيا بمعني ان نصوصه هي نصوص توثيقية تسجيلية للحدث، مما يحعل مسرحه اقرب الي مسرح بيتر فايس التسجيلي .

ومن الاهمية مثل هذه النصوص ولكنها من اصعب انواع الكتابة المسرحية فهي تحتاج الي الكثير من الحذر لانها ما تزال احداثها قريبة مز الناس وما تزال حية الحذر وتوخي قول الواقع دون زيف مهي من سمات هذا النوع ولكنها لا تخلو من الجماليات الفنية الضرورية لها مثل ضرورة الماكياج للمراة. وعلي الكاتب معرفة نوع هذا الماكياج الذي عليه اضافته لنصه دون تشويه الواقع الذي يمتبع ويوثق له في نصوصه.

عدي المختار وفي هذه النصوص الاربعة نجح الي ابعد حد في هذا رغم ما قد نشعر به احيانا من التقررية او المباشرة العارية في بعض هذه النصوص. الا انها في رأي كانت تقريرية ايجابية ومباشرة رغم تعريتها وحتي قساوتها خدمت عدي ونصوصه في قول ما لم يقله غيره . مسرح عدي المختار فيالنصوص التي قراتها هو مسرح حدث الواقع الحي الذي نعيشه او عشناه يوميا من انتفاضات الشعوب في ماوسمي بالربيع العربي الي ظاهرة الارهاب التي عرفتها اغلب الدول العربية الي الفتاوي المغرضة والي تلك التي تدعو الي المجتمع الذكوري وقهر المراة وحتي استعبادها والتي لا تري فيها سوي كونها كائن لا دور له في الحياة سوي اشباع رغبات الذكر والخنوع له. الي تلك الاحداث التي عرفها العراق بشكل خاص منذ سقوط نظام صدام حسين وهذا الموضوع موضوع مشترك بين كل كتاب النص المسرحي في العراق الحالي.

عدي المختار هو اذن واحد من شباب كتابة النص المسرحي الجديد في العراق، وكاتب يوثق لاحداث وطنه بالمسرح . انه يكتب واقع العراق اليوم مسرحيا مما يعطي لنصوصه موقعا خاصا في كتابة النص المسرحي في العراق . رغم بعض التمردات علي الواقع والملموسة في هذا النص او ذاك. يبقي في اعتقادي عدي هو المسرحي التسجيلي وكاتب الحدث في المسرح بالعراق علي عكس اقرانه تماما مما يعطيه تفردا بينهم.



p_154899tl51.jpg

تعليقات

أعلى