السيد فرج الشقوير - رُهـــــــــاب.. شعر

هذا.....
(ولوْ رُدُّوا لَعَادُوا)
قلْ صَدَقَ اللّه
وكذبتُ أنا..
فهلْ يُمكِنُ أنْ أكون .. إلّا كاذباً؟
وأنا المعتوه الأزليّ..
والمُخلِف وعدهُ أبَدَا
ها أنا ذا...
أشعرُ بما تعانيهِ قُمَّلة مُطاردة
منذ ابتداء التّقويمِ العالمي للفايروس
وإعلان الحرب على المُنَظِّفات...
منذ الهلع الّذي أصاب صّابونةً تكالبنا عليها
صادقتُ الماء بالملح..
وخلَّ التفاح..
وعرفتُ الغرغرة بالديتول..
وتكهُّنات العطّارين بين القرفة والزّنجبيل
مُوقِنٌ أنا....
بأنّ (السبرتو) لنْ يُغني عنّي من اللّهِ شيئاً
الفايروس لا يعرف حظر التّجوّل..
هو المواطنُ الوحيد الذي تخشاه الداخلية
مصيبة العالم كونه من ووهان
من خمسةِ فيروسات كُبرى مُحصّنة...
تمتلكُ حقّ الفيتو
لو كنت منْ بلادي أيها الشبح...
لوقعت في المصائد الحكومية.. كفيروسٍ بلديّ
وها أنت يا ربّ تُغلقُ باب المُصَلّى في وجهي
علّني أفتحُ كُوّةً في قلبي
قلبي الذي تعرفه حقّ المعرفة
وتعلمُ كيف تراودهُ المعاصي المستقبليّة..
بعد أنْ تتُوب عليهِ مباشرةً
فور الهُدنةِ التي ستُعلنُها الكورونا
وبعد الرّكونِ لرحمتكَ البادية
يا حيّ يا قيّوم..
تلوْتُ البارحة... (ويُعلِّمُكُم اللّه)..
وعرِفتُ كيف أعامِل الحمَام
وألّا أنفق عمري في بناء خط ماجينو..
أنْ أصنع لأنفي نافذة
وفسحة للسعال المفاجئ..
كي يسعل مسجونو الرأي براحتهم...
ولا يُصيبُني الرّذاذ المُشبع ببكتيريا الأماكن المُغلقة
و كيف أصنعُ قناةً بينَ جيبي وأفواهَ العالة
لا حاجة للعالم اليوم بقنوات التّجارة
لايهمُّه الآن طريق الحرير
لا بنما تنفعه.. ولا جبلُ عليّ
العالم الآن في طريقهِ لقناة استاكيوس
مضطّرٌ لأن يسمع بعضه
رغم حقوق الإنسان المكذوبة..
يُمارسون التّلصُّص على كمّامات العالم الثالث
فها أنت يا ياربّ تحبسُ الكرة الأرضية في البراح
وما زلتُ أنا...
أحبسُ الخارجين على جبروتي في قبورٍ جماعيّة..
ومزابل ترتعُ فيها الهانتا
بينما يشهقُ البحر هواءً بلا أدخنةٍ حربيّة
وتراجعُ الأسماكُ علاقاتها التّعايُشية مع الغوّاصات
وتفكرُ الأسلاك الشائكة بإطلاق سراح الأوز العراقي
يقول الوباء..
يا الّتي أحصنت وجهها أنت حرٍة..
يا الّتي كشفت عن ساقيها أنت حرّة
أنا الإنسان..
كل الخيارات أمامي
فاخترت أنْ أزني بفرج الحياة..
فقد خلقتها يا رب كاملة الأنوثة
وأنا الأمّارةُ نفسهُ بالقُبَلِ..
والتّحرش بالتماثيل الإغريقية
لا أرعوي أن أعاقر إمرأةً مُسْكِرةً كالنّبيذ..
وسبْحةً في جوف الليل معاً!!
في قلبي يجتمعانِ يا اللّه
وتلك الحياة في قلبي غانية..
فتراني جُنُبَاً دائماً.. وبلا حيلة...
وقد أجهز الأحباشُ على النهر..
ومنظّمة الصّحة العالميّة
تقول أنّ الكورونا تلتصق بالأسطح
فكيف لي بالتّيمّم
وقد حُرِمتُ لذّةَ الهرش العفوية في وجهي..
وفي شامة صدغي التي تُنتجُ الشعر
كيلا تأتي قصائدي مصابة بالرّشح
وتعطس بلا دراية
حُرمتُ الصّلاة على الفارينَ من الحياة..
حين تيمّموا بالعوازل البلاستيكية
ومضوا لعالمهم كنازحين لا تزدريهم البرازخ
ها هي الجائحةُ في خطابها اليومي
تحرّم التعامل بالفلوس
وتخطب فينا على منبر الأزمة الرّاهنة..
حُرّمَت عليكم الهجرة الشرعيّة..
فادخلوا مساكنكم..
لا تحْطِمَنّكمُ الحميميّةُ الزائدة...
ورضابُ أنثى مشتهاة..
قولوا للحدائق العامة أنت عليّ كظهرِ أمّي
فأُلقِي يمين الطلاقِ على القصيدة..
بفعلِ المشاهد المرعبة..
وأتابع بيت النّص من مسافة آمنة
قدمٌ على سجّادة الصلاة..
وقدمٌ تُراودُ شارع المحطة عنْ نفسه
فبعض الحوانيت تختلس الملذات..
والتي ما انفكت توسوس لي كجنِّيةِ الحواديت
رغم عصفورين آبا من قريب
وراحا في البكاء خلفي والإمام..
حين إختلسنا صلاة الصبح في خلاء المساجد
ورغم دموعي..
ختمتُ صلاتي برشّتينِ..
من إيثيلين يُلازمني
أملاً في ذنوبٍ كثيرةٍ مؤجلةٍ..
سأرجوكَ يا ربّ في محنةٍ قادمة أنْ تغفرها
بينما تختم العصافير حوقلاتها في توبةٍ نَصُوح


السيّد فرج الشقوير


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى