حسن حامد حسن - صرخة وجود..

كان المساءُ ثقيلاً
على كاهلِ الأفقِ والكائناتِ التي
تحت أنقاضها لم تزلْ
كانئاتً وحيةْ

عناءٌ قبيحٌ يصيب المكانَ
فمِنْ قبحِه شُوِهَتْ نظرةُ الابجديةْ

خارتْ قوى العطفِ
واندكَ صمتُ الرجال المُهِيبُ
بحزن الثَّويةْ

سأصرخُ حتى يضيقَ المدى
رعشةً ثُمَ يرتدُّ منه
الجوابُ الحقيقةُ بنتي أنا والصدى
تحتويها المشاعرُ في بيتِ شعرٍ يُعيدُ
لحرفِ الندى

يا لهذا الفتى العبقريِّ
يا لزَخْمِ الشُّعورِ الفتيِّ
كم تحررتَ بالقيدِ حين اخترعتَ القيودَ
وقررت ميلاك الشاعريّ
منذ فجرِ الهزيمةِ
واخترتَ إسماً ضليعَ الشَّكيمةِ
أشرقتَ في عالمٍ من رمادِ النهايةِ
ثُمَّ أقتفيتَ دروبَ الحكايةِ
حتى صَغُرتَ وحتى كَبُرتَ
وإن أخْطَأَ الخالدونَ بوصفِكَ
كُنْ عاقلاً
لا تُقًرر مصيرَ الذهولْ
ولا تنحني تلك آفاقُهم
لكي لا يروكَ إمتداداً لهم
او يسمو بابنِ الاصولْ
توغلْ عميقاً فكلُّ الظلالِ المحيطةِ
مفتونةٌ من ضياءِ الخيالْ
ومعدومة
ٌ حين نسأل من أين ينيتُ
هذا السؤالْ
وما كل هذي النصوص الرواكضِ
خلف استعارتِها لهفةً لهفةً
رُغْمَ أنفاسِها الفاترةْ
وهي للآن سكرى بخمرِ الفضولِ
ومنداحةً تفضحُ الخاطرةْ
وهل يجوزُ التنقل
ُ بين الرياحِ العنيدةِ في موجةِ الاستعارةِ
أو لا يجوزْ
هل يجوزُ الوقوفُ على حافةِ الوعيِ
والالتباسِ المطلِ على فكرةٍ ضللتْها
العبارةُ أو لا يجوزْ
هل هو الموتُ شعرٌ
تُرَتْقُ فيه المعاني الأليمةُ
في كل صدرٍ وعجزٍ عويلْ
أم هو الموتُ جسرٌ حتى نرى برزخَ المستحيلْ
فإنْ ضلكَ الوعدُ وأعتلَّ فيكَ الحنينُ
تتبعْ خطاكَ التي الهمتكَ
وحاور رؤاكَ الجريحةْ
ولو أَلَمَتكَ

وعاندْ متى شئتَ حتى العنادْ
فشأن الحياةِ كحلمٍ تأرقَ منه العبادْ
سرى دونَ نجمٍ
ليلقى السريرةَ في غفلةٍ
واستباح السهادْ
فما انْفَكَ يلهو بوعيِ البصيرةْ
في هدئةِ الفجرِ والزّمهريرةْ
وما أنفكَ يرجو بأن يستعادْ

هو القلقُ اللانهائيُّ
ما يستثيرُ العواطفَ
بالوخذِ في عصبِ معنويٍّ عميقْ
ليطفو على النهرِ لحنٌ حقيقي
كإحساسنا بالرؤى وهي تسمو
واحساسِنا أن يدورَ الزمانُ
على خاطرٍ خارجٍ من حوارٍ عقيمٍ
لموتِ السببْ
سنشقى لكي تستريحَ الحياةْ
ويبقى الجمالُ رهينَ التعبْ


حسن حامد حسن .السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى