ختام مياس - شعوب فاخرت في جهلها

جرت الغمائم خلفها أحقادَها = العين مازالت ترى استعبادَها
إن النفوس تفاوتت في أصلها = ليس الدنيء كمن يفاخر ضادَها
لا شكّ أنّا أمةٌ مسلوبةٌ = مذ مات خالد لم نر استعدادَها
لا عيشَ فيها للأمين الصادقِ = والخائنون مبايعون عتادَها
فتحالفوا كي ينصروا أعداءنا = ريح عتية تستبيح عبادَها
أن يستبيحوا كل ما في أرضنا = ويهشّموا أحجارها وعمادَها
القتلُ أصبح عادةً ووقودُها = حشو العقول من الرذائل زادَها
نحنُ شعوبٌ فاخرت في جهلها = واستبدلت في دينها إلحادَها
في الليل نلهوا بالمراقصِ خِفيَةً = وكأننا درع يقي أسيادَها
وإذا اعتمدنا قولَ صدقٍ مرةً = سدّوا النوافذَ أنكروا أمجادَها
الدَّمُ والأفكارُ ما عادت لنا = والأرضُ إذ نزفت رثت أولادَها
تبكي الشهامةَ والكرامةَ بالأسى = حتى البراءة شيّعوا أعدادَها
كذبوا على الأنهارِ والوديانِ في = تاريخِنا بل زيّفوا ميلادَها
حتى رأينا الحقَّ يهوي بينهم = قد أعلنت لغة الخطاب كسادَها
أين الشرائعُ والفضائلُ والهدى ؟ = أين الحمامة هل نرى إنشادَها ؟
والجهلُ والتنكيلُ في أعلى القمم = ومهانةُ الإنسانِ لن نعتادَها
والسلبُ والإجرامُ والتخريبُ قد = باعوا الضمائرَ واشتروا فُسَّادَها
عربيةٌ آراؤنا وجباهُنا = تلك التي لم نكتفي إبعادَها
حملوا القلوبَ وقدّموا أكفانَهم = شهداءَ أو أسرى ...إلخ مدادَها
يا ليت أنّا قد نصون دماءَهم = والأرض باقية تضم رمادَها
كي يستفيقَ العدلُ من غفواتِهِ = والنصر أرض لن تهاب سوادَها
يا أمةً هانت عليها نفسَها = قد صار دمع الطاهرين رمادَها

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى