علاء سيد عمر - حُب - قصة قصيرة

كلما أخلو لنفسي .. أتذكر .. الكلمات التي كنا نتبادلها معا .. الأغاني التي كنا نسمعها .. بل كلما رأيت اثنين تحكى عيونهما قصة حب .. أتذكرها .. فيجافى جنبي النوم .. أصاب بالأرق .. حالما بلحظات لقاءاتنا .. فانهض .. ارتدى اجمل ملابسي .. أتعطر .. بعدما اساوي شعري امام مرآتي .. المع حذائي .. ثم أسير إلى مكتبي مزهوا .. لأجلس هنالك .. منتظرا قدومها مفترشا بعض أوراقي .. التي بدت تحت ضوء مصباحي النيون في لون برودة الثلج .. ابتسم
:- سيزيح ربيعها .. شتاء أوراقي ..
تمر اللحظات ثقيلة في بطء .. انظر إلى الساعة بقلق متزايد ..
:- نعم ستأتي .
من سنين طويلة تأتيني .. لكن ما يثير حفيظتي .. عدم التزامها في مواعيدها معي .. كل مره أحاول فيها ان اسألها عن هذا .. اجبن ..
حاولت في احدي المرات ان أشكو لها من التعب الذى يسقمني من عدم التزامها ومدى الجهد الذي أعانيه .. تقفزت ككنغر .. ضاحكة بلامبالاة .. كأنها تستمتع بمعاناتي تلك .
:- لا .. سأستجمع شجاعتي تلك المرة .
:- وتواجهها
اصمت محملقا في موناليزا دافنشي
:- سآخذها إلى احد المطعام .. لتمتد جسور الاحاديث بيننا .. الذكريات .. شقاوتها الطفولية .. إباء المراهقين العفوي في تصرفاتها .. سقوطي فريسة لإحباطاتها المتكررة .. حزني .. الاكتئاب الذي يفترسني بعدم التزامها .. استهتارها .. عدم تقديرها للعلاقات العاطفية الخاصة .. كعلاقتنا تلك ..
منبه الوقت يشي بمضي الكثير من الساعات هدرا ..
تتلاطم بي أموج الأسئلة .
هل انتظر .... ؟ اتركها.... ؟ استمر .... ؟
كيف لي ان أتحمل هذا العذاب .. فانا مجبر عبر دروبها امشى منحنيا .. أتنهد
:- ليس بأيدينا ان نختار من نحب .
جسدي كله يتفكك .. أقاوم .. جفوني تتثاقل .. أقاوم .. راسي ينكب على المكتب .. أقاوم بكل قوه .. أقاوم .. و ..........
أ
قا
و
م
أخيرا .............
تطرق بأناملها الحريرية على زجاج نافذتي .. عيوني المجهدة من طول السهر والانتظار .. تجحظ .. عارية تماما .. سافرة تقف فوق الأوراق المبعثرة على مكتبي .. مشعة كالبلور .. أتأملها بشغف طفولي .. وبلا ادني اعتذار تلقي تحيتها .. وبلا مبالاة .. تحثني كي اخسف عليها بعض أوراقي الثلجية .. التي دب فيها الدفء .. وما ان أوارى سوأتها .. حتي أغلق قلمي ..
أطفئ أنوار مكتبي .....
وانام .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى