عبد الرّزاق بوكبّة - العربة الذهبية لا تصعدُ إلى السّماء

boukeba.jpg


مشهد واقعي. أخذتْ مقعَدَها في القطار السّريع/ سريعا أخذ مقعدَه قبالتها/ أخذتْ عيناها تمسحانه من شعره الطويل، إلى حذائه النبيل/ أخذ قلبُه يَعد نفسَه بحرارة تنسيه برودته/ أخذتْ نقالَها مفتعلةً مكالمة ملخّصها "كرهتُ وحدتي يا صديقتي"/ أخذ نقالَه مفتعلا مكالمة ملخّصها "بتُّ مستعدّا يا صديقي"/ أخذت يداها ترتجفان من فرح غامض/ أخذت يدُه ترسم علامة استفهام واضحة على غبار النّافذة.

مشهد محلوم.

ارتخى جفناها فتخيّلتْ علامةَ الاستفهام فستانَ عرس أبيضَ مُزغرداً، والفتى يتأبّط ذراعَها النشوانَ نحو العربة، هي أجمل من الأميرة كيت، وهو أوسمُ من الأمير وليام.

مشهد مُواز.

حفنة أطفال يحاذون سكّة القطار معانقين أكياسَهم المخدّرة.

مشاهدُ متداخلة.

ضاعفَ القطارُ سرعته/ ضاعفتْ عربة الخيال رزانتها/ ضاعف الأطفالُ حجارتهم/ ضاعفتْ عينُ العروس نزيفَها من حجر/ ضاعفتْ يدُ العريس استفهامَها في الهواء من ذهول/ ضاعف الرّاوي صمته/ ضاعف القارئُ صراخَه/ ضاعف اللهُ لعنته للجميع.

الجزائر العاصمة: 12 مايو 2011

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ عنوان النص مستعار من الرّوائية رضوى عاشور.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى