آصف فيصل - أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ

أنا نَطَفَةٌ اِنْقَهَلَت في صُّلْب أُمِّي حِينْ لَيْلَةٍ شَيْباء ، إِبَّانَ لَذَّةٍ ، في أَثْناء تَوَتُّر ، بَعْدَ حِين تَشَوُّش دَبَّ في أَطْرَاف بَدَن أبي ، و مُفْرَدة التَشَوُّش هَذِة سَتَسمِرَّ مَعْي إلى حِينْ ، بها لَبِثتُ أَشْهُر داخل طَيّ أمي ، و عَبْرَها تَأَرَّضَتُ حَيِّزاً في هَذِة الدُنْيَا
قبل مَوْلِدي عِشْتُ حَيَواتٍ مُتَبَايِنة ، مُسْتَهَلها كُنْتُ أَحَدَ المسَانِدين لإخناتون ، أَسَّسَنا سوياً العَاصِمَة الجَدِيدَة أخيتاتون .
كُنْتُ مُجرّد خاطِرَة في وِجْدَان أفلاطون تَفَرَّعَت لتُصبِحَ نظريّة المَعْرِفَة .
أنا غَيْرَةٌ قَضَت عَلَى هابيل ، أنا رِيْبَةٌ نَهَشَت تَفْكِير بروتوس جَعَلته يُزْهَقَ رُوحَ أَنِيسه ، فبِئْسَ الشكّ
جْلَبتُ عَرْشَ بلقيس لسُليمان بطَرْفة عَيْنٍ
صِرْتُ أَوَلَ مِصْراعٍ في مُعلَّقة أمرؤ القيس
كنت الثَمَرَة التي إِنْزَلَقَت على رأس نيوتن!
أنا آخِر لِقاء بين جوته و شيلر
أَضْحيتُ أَحَدَ المُصَفَّدين السبع القابعين في سِجْن الباستيل ، أُطْلق سَرَاحي في ليلة الإِجْتِياح
وَجْدّت نَفْسِي وَتراً لمِفْتَاحِ الدو في بِيان بيتهوفن الخاص ، بِتُ قوساً لكمنجة باجانيني
تَبَدَّلَت لرِّيشةٍ صَاغَ بها فان جوخ شَجْوه
أنا فِكْرَة
أنا مَوْهِبَة
أنا ذَريعَة
أنا طُرْفَة
أنا بِدْعَة
أنا وَرَاءَ الخَطِيئة — و عَقْبَ الفضيلة و الضَّيْر
أنا بين المَعْلُوم و المُبْهَم — و خلف الوَشْوَشَة و الوَقَّر
أنا مُسَوِّغٌ لكُلِّ طَفْرَة — أنا في كُلِّ صُنْع نَزِيه و مَأْسُور
أنا فَرْع أُقْتُلِعَ مِنْ شَجَرةٍ في مِثْلِ هذا الزَّمَان، قُل لي إنَّ لهذا الإِقْتِلَاع مَنْفَعَة ما ، قل لي إنَّ هَذِة المُمَاطَلَة لها غَايَتُها و لَيْسَ هَدْرًا يهَزَأَ من آمَالي!

تعليقات

أعلى