صلاح عبد العزيز - إضاءة على نص المصطفى المحبوب " ما تبقى منى"

يتبقى دائما الجزء الأكثر إنسانية من الشعراء المنتصرين دائما للحياة والمحبة رغم وطأة العالم رغم ما يمثله الاستيقاظ ومغادرة الفراش أصعب الأشياء وأصعب من كتابة قصيدة وهذا لا يعنى أنه رافض للمواجهةِ تماما مع الحياة حيث أنه سيتدبر أمره البحث عن الدفء لا يعنى أيضا الحرمان منه بل من أجل الحيوانات التى تسمع شعره والتى يكتب من أجلها أيضا يعنى الطبيعة بكل محتوياتها نحن أمام شاعر سيتبقى منه الكثير محبة الحياة رغم الوحدة. مصادقة الخيال واصطحابه للمقهى رغم اللصوص الذين يعرفهم رغم التبغ الردئ رغم سرقة النساء الجميلات والموسيقى من حقيبته شاعر قادر على الإدهاش بقلب الصورة الشعرية على غير المألوف ربما للإيهام بأن مايحدث فى هذا العالم لا يعنيه ثم يفاجئنا بمعرفة هذا العالم بلصوصه وبرغم أنه مطحون بالحزن والحيوانات البشر فى الحفلات التنكرية يريد أن يتقرب من جسد ليطيل نهار قلبه المفعم بالمحبة يمسك ما تبقى منه ومن حماقاته إنسانيته متطلعا للنهارات الجديدة القادمة يبحث عن فراش جديد يقاوم الضعف والاستلاب تجاه العالم باحثا عن مثله فى قصائد أصدقائه وعن الإخلاص بجسد هزيل النص مفعم بمحبة العالم وبكل الحيرة الإنسانية أيضا والثقة فى محاولة كيف تجعل العالم أخف وطأة ما يتبقى منه ليس حطام الجسد الهزيل ما الذى يجعلنى أقول ذلك رغم أن النص مغرق فى الوحدة والحزن والبحث عن الآخر والدفء ربما تلك الثنائيات المتشابهة فى ظاهر النص والمتعاكسة فى رأيى فى باطن النص
الحيوانات التى تسمع القصائد
يقابلها حيوانات الحفلة التنكرية
مفردة الحيوانات تختلف فى الجملة الأولى عنها فى الجملة الثانية
حفنة إخلاص تقربنى من جسد يطيل نهار قلبى
يقابله فراش يلائم جسمى الهزيل
مفردة جسد وجسم ما يعنى الآخر وأنا وهو الباحث عن الدفء للحيوانات دون أن يستجدى الرفقة رغم أنه فقد المتعة والنساء الجميلات لكن دائما ما يبقى من ينتظر النهارات القادمة بالهدايا .
النص
ما تبقى مني..!
المصطفى المحبوب
ما الذي أستطيع
فعله هذا الصباح ..
صار استيقاظي ومغادرة فراشي
أصعب من كتابة قصيدة..
سأدبر أمري هذا اليوم
سأستعجل وأبحث عن القليل من الدفء
للحيوانات التي باتت تنتظر قدوم شعري
لتُحضر وجباتها في الخلاء ..
أو ربما أصطحب خيالي لأقرب مقهى
وأحدثه عن عربة يركبها
لصوص سبق أن سرقوا حقيبتي المليئة
بموسيقى مهربة ..
وتبغ رديئ..
ونساء جميلات ..!!
أتذكر جيدا أني كلما وقعت في ورطة
بحثت في قصائد أصدقائي عن حفنة إخلاص
تقربني من جسد يطيل نهار قلبي
دون أن أستجدي الرفقة من حيوانات
سبق لي أن التقيت بها في حفلة تنكرية ...
ماذا سأفعل الآن ...
هل أمسك ماتبقى مني
ماتبقى من حماقاتي
أتبلها قليلا وأدهن بها عضلاتي
التي لم تعد تقوى على المتعة ..
أم أبحث لها عن فراش جديد
يلائم جسمي الهزيل
وأهديها للنهارات القادمة..!


المصطفى المحبوب
المغرب..
صلاح عبد العزيز - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى