عبد الباقي قربوعه - ما تراءى لي في ليلة القدر!

قربوعة.jpg

جرسٌ في حيّنا واجبٌ أن أقرعَه، وستارٌ يُخفي مسرحا آن أن أرفعَه، جامع يحصي مُصليّيه وماله وجامعَه، مُقبّبُ، مُسيّجٌ بواجهات أربعَه، عمارة تطاولت ولا يزال دون صومعَه.
صاحب العمامة اللآّمعَه أفتى في رمضان في اللّيلة الرابعَه: أجّلوا أيها المؤمنين الصومعَه، وابنوا لي بيتا أين أقبعَ، ولكم عليّ دروسه ومن له رغبة أن يشفعَ.
قال الأمّي الفاهمْ إنهم جماعة دوما أراهمْ، تجمعهم صلاة يعقبها جمعُ دراهمْ، بالأمارة إمامهم باعهم بفنّ الكلام واشتراهمْ.
أفتى بتأجيل المئذنَه حتى تظل حجة على الأغنياء مُحزنَه، فكلما يرون المصلى أصلعَا، تحِنّ جيوبهم تصير أشرعَه، فهذه جنة قد فُتحت لمن أراد أن يُقلعَ، يقطع لنا من ماله وإن شاء ما خشعَ.
فإذا الصومعة علتْ، وقال الغني: ما أجملها صعدت، ثم كفّت صدقاته وابتعدت، وشحّت زياراته وتوقفت، فكيف أبني شقّتي في مسجدي الحبيب؟ وكيف إذا مرضت أذهب إلى الطبيب؟ وكيف أُصنّف في رمضان أطباقي؟ وأُفنّنُ خطبتي على أوراقي؟ فأعبر عن محبتي لهذا الحي وأشواقي؟
يا أمتي إنك لمكة متاخمة، في عطائها مساهمة، ذكية وفاهمة، أعلوا بيتي فأنا إمامكم الفهّامة العالمة، دعوا الصومعة للأبد نائمة فقد تكون عرضة لأي طائرة هائمة، وفي قيامها قيامٌ لساعتي، وكساد بضاغتي، وإفراغ لساحتي، وانسحابٌ لباعتي!
فصوتي يفوق صوت بلال، في تبيان الحرام من الحلال، فمدوا معشر الطيبين حجوركم، واجمعوا دنانيركم وقروشكم، وأكثروا الابتهالات في دخان بخوركم، وسأنذركم متى حان موتكم ونشوركم..!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى