عبد الجبار الحمدي - رغبة أنثى.. قصة قصيرة

رغبة انثى..
كارتعاشة هيجان الرغبة، يجد نفسه مغلوبا على امره، لايدرك ايكمل شوط غريزته ام يكتفي الاستمناء خلسة ثم ينسى شعوره بالندم.. كانت نظراته لها حين تختلي بنفسها لتستحم كالعادة، امرأة نضجت كل انوثتها جافة دون ان ترتوي من نهر الحب، ساقها الزمن لتنسى نفسها بعد ان حكم عليها بالوئد كونها تحمل مسمى ارملة، لم يتسنى لها الشعور بالحياة كأنثى فقد مات زوجها وهما في الطريق لقضاء شهر العسل، مات قبل ان تتذوق متعة الجنس والشعور بالرعشة، مضغت حزنها، ابتلعت ريق نظرات العالم المحيط والمتحجر بصور الجاهلية المستسقاة بالفحولة العمياء.. يخاطبها الجميع ويحتك معها فقط كي يصل بها الى فراش المتعة المحرمة، اعتادت على مقاومة الوجوه السمجة الكريهة، غير انها ترمي همها على حظها والقدر الذي عاهد نفسه على حرمانها، لا لشئ سوى انه اختارها.. تنام وحيدة، تشكي رغبتها المتراكمة وحاجتها كانثى لحضن رجل لم يبقى منه سوى صورة، كثيرا ما تخيلته يداعبها يثير فوهات براكين ما ان يقترب منها حتى تتفجر حممها.. تستيقظ مبتلة، وهنة، متراخية، مجهدة، يعتصرها الندم والحزن..
اللعنة عليك ايها القدر، لم اخترتني دون غيري؟ لم ارسلت اشباح الموت لتخطف من احب؟ لم و لم و..... لم وحين تصحو تجد نفسها وقد لملمت كل حروف لِمَ لترميها الى سلة المهملات، ينعشها الحمام الساخن الذي تاخذه قبل وبعد عودتها من العمل، كان هو يختلس النظر من الشباك الصغير المطل على باحة نائية متطرفة عن الانظار، لم تحسب ان هناك من يختلس النظر اليها، كثيرا ما كانت تداعب مفاتن جسمها المتعطش لاصابع وانفاس لهثة ولسان رطب يروي جفاف مساحات تشققت عطشا لمداعبة ورغبة، تُمدد جسمها، تترك لاناملها الغور في عالم ودت لو وطأه من احبت، لروته من فورة بركانها عسل الشبق... كم ملعون يا انت.. بت توسوس لي كالشيطان لفعل موبق رغم كرهِ له لكنه يدفع بي الى الاتيان لفعله، حقا أن الرغبة المحرمة لها متعتها، ترددها مقنعة غريزتها الحيوانية.. لكن سرعان ما يطبق الندم على انفاس متعتها تلك ونفسها التي يشعر بها من يختلس النظر..
شارك صديق له فيما يفعله متسائلا!! من منا مرتكب للخطيئة انا ام هي؟
صدم حين جاءه الرد.. انت بالطبع، انك تقتحم خلوة المرأة وحريتها، فما تفعله في جسدها خاص بها ايا كانت وجهة نظرك له حلال ام حرام؟ كما انك لا تعلم او تعلم لم تفعل ذلك بنفسها، احاجة في متعة ورغبة في تفريغ طاقة جنون غريزة كما تفعل انت.. أليس كذلك؟ لا ارى في تصرفها ما يعيب، فهو عالمها الخاص وان قصدت من ناحية الدين فتلك علاقة بينها وبين خالقها، احسبني انك راغب في وصلها بالحرام وهذا لا اطيقه منك، خاصة انك رجل قد تكون خنت الله في خلوتك لكني اعتقد انك تعرف الحلال والحرام وابعاد ما بينهما؟
حسنا.. حسنا فهمت قصدك، كل همي ان اتبين نفسي وحقارة غريزتي التي قادتني لفعل مارسته في مرحلة مراهقتي..
عذرا لمقاطعتك يا صديقي.. هل حاولت التقرب منها والتعرف اليها؟ هذا في حالة انك ترغب بها بشكل شرعي، حاول وارح نفسك وابتعد عن وخزات الضمير لرجل ناضج..
لعلك نطقت بالحق سأحاول وارجو ان لا يخيب مسعاي ..
كانت مرحلة صعبة حين حاول التقرب منها عدة مرات، كلها باءت بالفشل، حتى ذات يوم شاهدها وهي تعيش حالة من اللاوعي غير مدركة سيرها لتصدمها مركبة شبه مسرعة لتسقطها فاقدة الوعي، ايام قليلة حين استعادته فوجدته بقربها متأملاً وجهها.. بادرته عفوا من انت؟
كان سؤالها مفتاح عالميهما الجديد، حين فتح قلبه بكل جرأة ولهفة الوله الذي يكنه لها دون حدود..
هي تستمع اليه كأنها على اعتاب قدر جديد، يعزف رتما يشعرها بالسعادة، امتلئت نفسها بعبق الأمل.. احساس ألفته حين عاشت حالة الحب ...
جرت الايام متعاقبة مسرعة ... هاهما على فراش واحد يترجمان جنون وحدتهما ورغبة الجسد بشكل طبيعي كما قدر لهما.

القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى