عبد الباقي قربوعه - لاعبة التنس.!

تماسك على مقعده جيدا وغاص في حديث ينصح نفسه:

- لا يجب أن أقع في فخ لعبة التنس. .!

من البدء حدد هدفه ثم ارتكن جانبا، فكان وحده جمهورا رائعا، عكس ما ينوي المشجعون حذر نفسه مرارا من التورط في متابعة لعبة رياضية لا تهمه.

هو الوحيد الذي صفق قبل أن تخرج اللاعبتان من غرفة تغيير الملابس، فعل هذا حينما تمادى المعلق في شرح فترة التسخين.!

عندما خرجت المتنافستان تماسك مجددا واستعد لمتابعة عميقة لا علاقة لها بإشارات الحكم، ولا بالصفارة، ولا بلوح النتائج، يضحك عليه المشاهدون كلما يصفق خارج لعبة التنس! أما هو فقد تأكد أنهم حمقى، فأخذ يلتفت إليهم كل مرة وهو يسخر من بلاهتهم حين شغلتهم كرة صغيرة تافهة عمّا طفح على أرضية الملعب من مفاتن مستيقظة وغير مستيقظة.!!

صفق عندما استعدت اللاّعبة لرد الإرسال، أعجبه القلب الذهبي عندما تدلى من السلسلة، وقد شكل مع صدرها ساعة حائطية.. جرس يعلن بداية المتعة.!

وحده قام يهتف.. يهتف أكثر.. يصفق.. يصفر.. فعل أكثر من ذلك عندما التفت إلى منافستها وقد رفعت ذراعيها إلى أقصى حد فظهر إبطاها بزرقة السماء، وارتفعت التنورة إلى أعلى نقطة من فخذيها.

لا يزال يهتف خارج اللعبة، بدا أمام الجمهور كالمجنون وقد تعاظم إعجابه بالمنافسة، وعندما ضايقه أولئك الذين يتابعون الكرة الصفراء ببلاهة، نزل إلى المقاعد الأمامية فاكتشف أن ما يختفي من فتن عند هذه اللاّعبة يظهر بأعجوبة عند منافستها، وما يتوارى عند هذه يتصدر عند تلك، فزاده ذلك إمتاعا باللعبة وطغى باهتمامه وهتافه على كل الجمهور.. برهن أنه الأكثر إعجابا بلعبة التنس.!!

أعلن الحكم بقسوة شديد نهاية المقابلة فشدّ بقبضة يديه على الشباك وأخذ يسب الحكم والصفارة.!

اللجنة التي كانت تتابع تصفيات لعبة التنس فاجأت الجمهور بتسليمه جائزة أحسن متابعة.
* الروائي عبد الباقي قربوعه/ الجزائر.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى