سعيد موفقي - خبزة حلال...

كعادته يجلس القرفصاء، في مكان آهل بالمارّة، الذين لا يلتفتون إليه إلاّ قليلا، لكنّه يتلذّذ بهذه الوضعيّة المثيرة، ولأنّها تبعث على الشّفقة، شديدة الاستعطاف، عندما يسند رأسه إلى الجدار يساعده ذلك على مدّ يده المرتعشة تكلّفا، فركبتاه لا تتحمّلان ثقلها الطويل، لذلك يلتفت ذات اليمين وذات اليسار، يقوم، يتنفّس طويلا، ثمّ يعود إلى وضعيّته، عَدُّ النّقود لم يحن بعد، لأنّها قليلة هذه المرّة، والشارع أصبح شحيحا ويبعث على اليأس وغرباء يثيرون الشّك، ومكوثهم طويلا يقلّل من الصّفقة، فكّر في حيلة تجذب له الحظّ، كتب على ورقة مقوى متّسخة مربوطة على ركبتيه: عاونوا خوكم باه يشري خبزة حلال وسيارة قديمة...!



سعيد موفقي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى