أمل الكردفاني - رأيي حول رأي أستاذ شايع الوقيان حول موت الرواية

أوردت صحيفة الرياض لقاء مع الفيلسوف العربي شايع الوقيان، والذي لخص رأيه حول الرواية بأنها ثرثرة في سبيلها إلى الموت.
واعتقد أن الأستاذ شايع قد وجه هجوماً كاسحاً.. قد يحدث هجوماً عكسياً ..لكن خفف منه تأكيده على أنها مجرد آراء وذائقة. ففي النهاية الأستاذ شايع قد أشار إلى أنه غير مهتم بالرواية.
واللقاء عموماً اتسم بعدة تناقضات..سأوجز منها: مقولة أن الأطفال والجهلاء يلجأون للحكاية وليس للبرهان..هذه الجملة خطيرة جدا من عدة نواح: الأول: أن كل الفنون لا تعتمد على البرهتدان وليس الرواية فقط..الرسم والنحت والمسرح...ولكن لماذا؟ ثانيا وهو اجابة أولا: أنه لا يجوز الخلط بين ثلاث مستويات للمعنى؛ التفسير للعلوم الطبيعة، والفهم للعلوم الإنسانية كما قال شلايرماخر، ومستوى ثالث هو الفهم الشعوري، الذي يقترب من الفرويدية وهذا عمل الفن. فليس الفن من أجل تفسير الظواهر الطبيعية ولا من أجل طرح نظريات علمية، لكنه كالفلسفة الى حد ما هو طرح لأسئلة، ولكن بصيغ مختلفة عن الصيغ المباشرة للفلسفة وبصيغ أحن وأشفق من العلوم الطبيعية، ولذلك فالفن لا يمكن أن يموت لأنه يعمل على مستوى إنساني عام. وليس برهاني. فأين الرقص من البرهان؟ وأين الموسيقى من البرهان؟ وبالتالي: أين الأساطير من البرهان وأين الفلوكلور من البرهان وأين الرواية وأين القصة؟ على العكس تماما، لا يبحث الناس عن البراهين، فمن بحثوا -وأقصد الفلاسفة- لم يجدوا، والعالم يتجه نحو الفلسفة المعاشة أو فلسفة الحياة، لأنه لا يبحث عن برهان، أو تفسير بل عن فهم شعوري، ولذلك فالمستقبل أمام الفن هو الأوسع، وكل العلوم ستتجه نحو خدمة الفن. وهي لن تخدم الفن لأن العلماء راغبون في خدمة الفن، بل لأن الرأسماليين سيرغبون في استغلال الفن، واذا ارتبط الفن بالمال وبالتسلية فهو لن يموت. ولا زال الناس يندهشون من اخراج الحاوي لحمامة من داخل قبعته رغم تفاهة هذه الخدعة وكلاسيكيتها، ليس لأنهم حمقى ولكن ولأنهم كما قال وودي آلان يعمدون إلى تشتيت الانتباه عن الأسئلة العدمية.
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى