د. سهام جبار - أدركُ أنّي.. شعر

أدركُ أني تراب
تعجّل فصار شراعاً
ولو أن الربيعَ الذي في البهاء
أعطاني ذاكرةَ فراشةٍ
واحترقَ بدمي
أدرِكُ أنّي صفرةُ ذهب
أذابَهُ الّلَبْس
فصار قلماً قد يغلِّفُ غيمةً
إنْ سقطتْ على ذبالتِه
ولو أن القلم المتنكّر
هو شيخٌ هائل الجرح شديد الانذهال
أدركُ أني خبزُ عجوزٍ من عناصر
لفظتْ كفّها على حائطٍ
فتكوّرَ معناي
ولو أنه لا شفاءَ للذاكرات
توهّجتْ على حجرٍ معدّلٍ عن ذكرى قدمٍ داستْهُ
أو صارتْ تمثالَ شبحٍ يحلمُ بالظهور
أدركُ أني بين كل أبوابٍ مواربةٍ
وفي خطى حمائم ممثلةٍ عن موتى زائرين
وفي قلبِ كل باكٍ على وحشةٍ من إدراكِ ما يبكي
وفي كل تفرّسٍ من أجل رؤيا
ولو أن السماء جندلتْ تيهي بجسد
ولو أن الجسد تيّاهٌ مثل وجد
ولو أن الوجد مشدوهٌ ببكاء
ولو أن البكاء جارٍ للأبد
وما هي إلا هنيهة !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى