وليد بن أحمد - ليلة طالت

زفّت الآفاق البشرى وبتنا جميعنا عرسانا. ليلة العمر.ليلة بمائة شهر أضاء فيها القمر مستديرا واقتربت النجوم من أرواحنا المنعتقة لتغمرنا بنور يبذل أي راهب عمرا في انتظاره دون جدوى.

ليلتنا رقصت فيها السعادة بكل ألوان الطيف شوقا الى لقائنا. اعتلينا بساط الريح ودعكنا مصباح علاء الدين سويا. دعكنا ودعكنا ورغبنا في آلة سفر عبر الزمن لتقلّنا نحو ما أفسده الدهر.

تمنى جلّنا قصورا ورياشا وجبالا من الذهب والفضة وتمنّى فريق آخر منا بعضا من حرية السندباد، لكن ثلة قليلة ودّت لو انهمر المطر وانقطع العطش الى غير رجعة.

أغمضنا عيوننا وانتظرنا تحقيق أمانينا بصبرنا المعهود. طالت ليلة العمر. فاقت ألف ليلة وليلة. انتظرنا والشوق يحدونا. صارت ألفي ليلة وليلة. ملّت شهرزاد وسكتت عن الكلام المباح وانبلج الصبح عن جحيم جليدي أبيض لامتناه.

لم نطر ولم نحلّق وأكلت فرحة العمر سبعة من أعوامنا. نظرنا من حولنا فألفينا علي بابا قد فرّ بجلده الى أرض أكثر دفئا وحلّ مكانه آخرون ينخرون عظامنا كبرد يناير البغيض. شيء واحد فقط تغيّر. لقد مرّغنا إصبعا خاطئا في حبر لا يمحى.


* كاتب من تونس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى