نبيلة غنيم - خارج النص

تروضه فيطيع، تهذب أجنحته بمقص رغبتها في إخضاعه والسيطرة الكاملة عليه .. فلا يعترض، يُصبح لعبتها اليومية.. تسأم اللعبة........

تحذفه من حياتها لأنه أصبح كما تريد،
أزاحته جانباً فانزاح ولغي وجوده، كان يقنع نفسه بأنها ساذجة، لا تقصد إزاحته، هي تريد فقط حياة هادئة وهو لا يريد غير ذلك.

هي ترى طيبته غباء، وهو يري حبه لها قوة، بحث عن نفسه فلم يجد إلا سطراً محذوفا في حياتها وحياة أبنائه، صار كذكر العنكبوت، يتأرجح علي الخيوط التى صنعتها زوجته ويتوقع أن تلتهمه في أي وقت.

حفنة من السنوات تمر عليه وهو لا يعرف إن كان سعيداً معها أم أنه يتوهم السعادة؟؟

يسأل نفسه: أي تغيير طرأ علي حياته؟ هل زوجته هي نفس الفتاة التى تعلق بها وشقت صدره وباتت متربعة علي عرشه منذ سنوات؟؟ أم هي هذه التى صارت تروضه علي مسرح الحياة وهو يلتزم النص بحذافيره كما لقنته إياه؟

لماذا لا يعترض في نهاية كل عرض حينما تنفجر في وجهه بالنقد والتجريح علي أداء دوره بحرفية زائدة.

متى ملكته واستعبدته وصارت تمضغ عذاباته وحرمانه منها بمتعة مَنْ يتلذذ بأصناف محببة إلي نفسه؟!

صار يبحث عن صوتها الناعم الهامس الذي تبدل برعود وصفعات صادمة، ضاعت نغماته التى كبلت قلبه ذات يوم، يبحث عن حبها الذى فقده حين بادلها إياه بشغف ولهفة!

يلتهم أطباق الصبر بروية حتى دمر الصبر معدته تدميراً جعله يصرخ خارجاً عن كل النصوص.

نزع كل الخيوط التى كانت تحركه بها بين أصابعها .

لملم أسماله.

تركها تلعب دور البطولة بمفردها.

تعليقات

نهاية مفتوحة تركت لفطنة القارئ أو لمخياله إنْ شئت، سرد فِيْ سلاسة وانتقاء للألفاظ فِيْ غير تعقيد .. بوركت .. دمتِ بخير
 
أعلى