نبيلة غنيم - إنســـان.. قصة قصيرة

همهمات ، طنطنات، عراك بين الباعة والمشترين، أبواق تنادي في فراغ المدينة المزدحم بتفاصيل حياتي وحيوات من حولي، تصادفني وجوه صامتة صادمة متقلصة، وأخري بلهاء بسمتها كالبكاء، أغض بصري عن الجميع، أضع يدي علي أذني، أريد أن أكتم أصوات المدينة المهووسة، ثم أصمت،
كل شيء يعج بالحركة المجنونة من حولي إلا ذلك الشاب الذي هو أنا، الجمود يعتري حياتي، أحاول أن أكون مختلفا ربما أجد ذاتي في الاختلاف،
نجحت في تحقيق ذلك.
أري العيون تمتطي رأسي الذي جعلتُ تاجه كالسيوف، تقطع المعتاد، وتؤيد الاختلاف.

ابتسامات ساخرة في العيون، وامتعاضات لمن يري شَعري المصفوف كأرض مزروعة بالصبار والأشواك، ينفر الجميع من منظري المختلف، أزيد نفسي اختلافا فأرتدي الملابس المهلهلة، لا أدري لماذا يتعجب الناس من اختلافي، وما أنا سوى بهلول عصري، - السيد الكريم من حيث لا يعلمون-. عمالقة مهووسة تطل من عقلي، والدى لا يفهم أننى مختلف، وإنني لن أُذعن لإرادته أو أنطوى تحت إبطه كباقي إخوتى، سأزداد اختلافا كي يفهم.

زوجة أبي تلعنني في الغِدو والرواح، تقذفني في جهنم وبئس القرار ، تعتقد أن النقاب الذي ترتديه سيجعلها من أهل الجنة، لسانها السليط قطعة من جهنم سبقتها إلي الأرض، كنت أشعر بسعادة غامرة كلما زاد حنقها وغضبها من منظري المختلف، فأبتكر وسائل جديدة تزيدني اختلافا، ينعتني والدي بالحيوان، يصيح الحيوان بداخلي قائلا: لسوء حظك أنتَ إنسان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى