عامر الطيب - خافيير .. شعر

خافيير رجلٌ عربيٌ من أصول إسبانية
قالت له زوجته:
لا تسافر دون أنْ تخبرني
قالت له والدته :
لا تسافر دون أن تخبرني أيضاً
قال له صاحب العمل:
أنك صامت منذ مدة سمعتُ أنك ستسافر
لكن إياك أن تفعل ذلك دون أن تخبرني
قال له أصدقاؤه:
يا خافيير لا تسافر دون أن تخبرنا
حبيبته السرية
دفعت له رسالة في جيبه
رسالة قصيرة من سطر واحد :
إن كنتَ تحبني فلا تسافر دون أن أعرف .
حتى مسؤول الأمن في القرية
خاطبه بإنضباط شديد :
سمعنا أنك ستسافر
لا يجب أن تفعل ذلك أن لم تخبرنا فهمتَ؟
أمضى خافيير ليلته كاملة صامتاً
ثم خاطب نفسه الوحيدة قائلاً :
لم يسبق لي ان فكرتُ بالسفر
لكن بما إن الأمور سارت على هذا النحو
سأمزق التذكرة
على إعتبار أنها بيدي
ثم ألصقها قطعة قطعة على إعتبار
إنها تمزقتْ فعلاً !

خافيير في الجزء الآخر من حياته أيضاً
حذرته زوجته :
خافيير لا تمت إلا من أجلي
أنني سأحترمك مدى حياتي إن فعلتَ ذلك
قالت والدته :
لا تمت إلا إذا طلبتُ منك هذا
أن الأمهات وقورات ولن يدفعن أولادهن للموت
إلا إذا كان الامر مناسباً .
قال له صاحب العمل:
لا تمت إلا من أجل هذا المعمل الذي جعلك تقف على قدمين
قال أصدقاؤه:
لا تمت إلا لأجلنا نحن الذين نحبك بصوت عالٍ
كتبت له حبيته السرية:
لن تفعل في حياتك شيئا ذا شأن
أفضل من أن تموت من أجلي، هل ستدرك الآن؟
أما مسؤول الأمن فقد وبخه قائلاً :
لا تمت إلا من أجلنا
نحن الذين نحميك و نجهز لك جنازة رفيعة
إضافة الى أننا لن نؤخر أوراقك في المخفر .
لكن خافيير كان متردداً و هو يسأل السموات :
إلهي هل ستكون القيامة عادلة
أم سيقف البؤساء عراة على الصراط
و يعبرُ أولاد الملوك بقصان النوم ؟

عامر الطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى