عبدالرحمن مقلد - ماذا يا ماريا لو أنكِ أصبحتِ رئيسةَ هذا الكون

ماذا يا ماريا
لو أنكِ أصبحتِ رئيسةَ هذا الكون
لو بدلت جيوشَ العالم بجنودك
واخترت الدُميةَ قائدةً
والسمكةَ مسئولةَ قوات البحريةِ
والأرجوزَ رئيسَ الحرس
وغنى "الضفدع" مارشالَ الحرب
ما لو أعطيتِ الجُند بنادقَ من خَرزٍ
وتبادلنا اللهوَ الكونيَّ
هنا فى الغرفةِ
وأدرنا المعركةَ
قذفنَا نحو الأعداء
قنابلَ من عَلَكٍ
ورصاصًا من ماءٍ
ودفعنا "البطةَ" فى الصف الأول
وتساقط سربُ الطياراتِ الورقيةِ
ماذا لو طاوَعنا الأعداءُ
وخرَّوا صَرعى
وأعادُوا الكرة وسقطنا
نحتبسُ الأنفاسَ
ونضحكُ بهدوءٍ
كى يحتفلوا بالنَّصْرِ
وينكسرَ الحزنُ الدائمُ
في قلبِ أبيكٍ
لو أصبحتِ رئيسةً هذا الكونِ
وناديتِ الشعراءَ من الشُباكِ
لكى نتشاركَ في هذا العرسِ
وتتسعَ الغرفةُ بالإنشاد..
مثلا
يُسْمعُنا المتنبى "شدويةَ مدحٍ"
فى عينيك
ويبارك رامبو
مركبك النشوان
يواسينا بودلير بباقة أزهار أخرى ..
ماذا يا "ماريتى" الحلوة
لو دوامَ هذا الفرحُ..
بقيتُ قويًا ومعافًا
فى البَيْتِ
طولَ الأيام المقبلة
لم أخرجْ لتقابلني النظراتُ القاسيةُ
ولا العرباتُ المُسرعةُ
ماذا لو أصبحتْ الغرفةُ كوني الكاملَ
وانتظرَ الموتُ لأقصى زمنٍ
لأظل هنا فى البيت
أراقبُك
وأعبثُ فى خُصلاتِ الشعرِ الأصفرِ
أركضُ كالقِطِّ
أقلدُ أصواتَ الدِيَكَةِ
أحضنُ دُميَتَكِ
وأشكُوكِ لها
وأنوحُ
وأنصبُ فخًا
أسقطُ كالصَّيادِ الخائبِ فيه
ولا أتعلمُ فى المرةِ تلو الأخرى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى