مصطفى الشليح - جُرحُ الكَمــــــــان..

رمـاني بالقـصـيـدة إذ رمـاني = بـنـانُ الـشـعـر سـحـرا بالـبـيـانِ
رآني واقـفــا قـرب الـقـوافـي = أراودُهـا .. بـنـافـذةِ الـمـعـاني

تـطلُّ .. ولا تـطلُّ علی المنـافـي = أنا المنـفيُّ فــي جُــرح الكمانِ
تـطـلُّ .. فأرتـقـي بـوحـي إليـهـا = وبــوحـــي حــائـــرٌ: نـــاءٍ ودانِ
كـأنَّ ســمــاوةً تـزرقُّ حـلـما = إذا خـطـرتْ سـمـائـي بـافـتـتـانِ
وإنْ عبرت جُـمــانـا مـرمـريًــا = تـكـوثرَ عــابرٌ ألـقَ الـجُــمـانِ
وإن سفرتْ عـن الكلمـاتِ جذلـى = فـراشـتــهــا مُرنحةُ الــكيـانِ
جـنـاحـاهـا الـتـفـاتة قـافياتٍ = تـسـافـرُ فـي مُـعـتَّـقـةِ الــدِّنــانِ
ولا قــدحٌ ســوى مــاءِ الأقـاصـي = سـرابــا متـعـبـا قـيــد الأوانــــي
..
أقـولُ: سرابيَ الأبقى سـؤالي = تقـولين: الـسَّـرابُ مـنَ الـمـكـانِ
أقــولُ: فـأيـنَ مني مهـرجـاني ؟ = تـقـولـيـن: الــسُّــرى للـمـهـرجـانِ
أقــولُ: هــي الليـالـي مُـطـرقـاتٌ = فكيفَ أسيرُ وحدي في الزمانِ ؟
تقوليـن: الثوانـي نبـضُ قلـبـي = فكنْ نبـضَ الشهي مـنَ الثوانـي
وكـنْ سُقيـايَ يـا واحـاتِ عُمـري = فــلا واحـــات إلا فـــي الـتـدانـي
ولا بـــيــــداءَ إلا طــيّ خــفٍّ = يضيَّـعُ فـي النثيـر مـنَ المعـانـي
فـكـن مـعـنـايَ مُنتـظـمـا عـقودا = بـكـلِّ الـوصـل منسـجـمَ الـبـيـانِ
..
أقولُ: أنا إلـيـكِ حروفُ لـيــل = تُـطــرِّزهــا الـطيوفُ بـكـلِّ آنِ
لكِ النجـمُ العصـيُّ أتـى شُفوفـا = بـديـوان الـهـوى حـتـى يـرانــي
ويقـرأ مــا كتـبـتُ مــن القـوافـي = علـى إيـوان قلـبـي / الترجـمـانِ
..
تقـولُ: همـسـتَ ليـتـكَ إذْ تُـوفـي = بقــول هـامــس تـأتــي مـكـانـي
أقـولُ: سأركـبُ المـهـوى افتتـانـا = فللمـهـوى نــذرتُ أنــا افتـتـانـي
سأسحبُنـي إلـى عتبـاتِ شــوق = ليسحبنـي زمانـي مـنْ زمـانـي
..
فما قـالتُ ولـكــنْ ضاءَ ثـغــرٌ = فـديـتُ الثـغـرَ مُبـتـسـمَ الـجـنـانِ
ومـالـتْ حيـثـمـا مِـلـتُ التـفـاتـا = كـقـافـيـةٍ .. كمعنی للمعاني
..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى