د. جمال نيازي - بين قوسي الحصار و الانحسار

في الليلة الحادية و العشرين
أو هكذا ظننتها
يتصدر نشرة الأنباء شريط أحمر
خبر عاجل:
"تسري شائعة أن غداً الجمعة
تؤكد رئاسة الوزراء
أن غداً هو الأربعاء"
يتهامس الناس أننا بحاجة إلى يومين
حتى لا تنهار الموازنة العامة
و أننا طيبون حتى أعناقنا
و لأننا وطنيون مخلصون
تبرعنا للوطن بيومين
في رسائل نصية
ما زلت أتسلل كل ليلة خفية
أغافل الحراس القائمين على كهفي
أخاطر حتى أصل إليكِ
في كوخنا الخشبي المعزول فوق السحاب
شعلة زرقاء خافتة
في انتظار الموسيقى حتى تشتعل
تلوحين كنجمة خجلى
في ثوب السهرة الأسود
و شعرك الغجري المنثور
تهمسين بالفرنسية المندثرة
"أحبك منذ الأزل"
أزداد منك جرأة و اقترابا
فتهمسين ثانية
"احملني إلى النور
حتى أختبر شعور الفراشات الثملى"
تزداد الشعلة الزرقاء بريقاً
يذيبني لهيبها في بحر عينيك
أضل الطريق في غابات الشك
فتمدين لي يد اليقين
"لن تضيع بعد اليوم"
أراقصك.. فتزدادين خجلاً
أحملك بين ذراعي
يتخضب وجهك
فتخفينه في صدري
و تهمسين ثانية
"نم إن استطعت النوم"
تعانقنا الشمس
تطهرنا من الآثام و الأسقام
توقظني يوماً ما
أبحث عن ساعتي أو هاتفي
كم غفوت على كتفيك
يوماً أو بعض يوم
قالوا لنا بالأمس أن غداً يوم الأربعاء
و يقول لي هاتفي المحمول
"أمضيت نائماً عامين كاملين"
و لم نزل تحت الحصار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى