مبارك وساط - على قمّة جبل

صعدتُ إلى قمّة جبل
ووجدتُني أمام كوخ صغير مُتداع
ذاك كان مسكنَ البرد
وهو يأوي إليه متى يشاء
منذ ما لا عدّ له من القرون
في مرّة قادمة
سأرسمُ لوحة وأعلّقها على بابه
البردُ على عِلّاته يستحقّ منّي
هديّة صغيرة
وها أنا الآن في هذا العلوّ
غير متوجّس من شيء
رغم أنّ أسرابَ عصافير
بدأتْ تُبرق
وجِلدَ هذه الساعة
دبّ فيه التّنمل
رغم أنّ الشّحوب طوّق الأشجار
ونمالاً حمراء كثيرة
امتقع لونُها
وحين شعرتُ بوحشة حقيقيّة
مرّ هيكل عظميّ وحيّاني
أتذكّر صورَته جيداً
أيّامَ كان مكسوّاً باللحم
فقد لعبنا معاً في نفس فريق
كُرة القدم
قال لي لا تُضعْ وقتَك هنا
ليس هنالك فُرجة من أيّ نوع
قالها ورَكل الفراغ بقوّة
وبالفعل فقد كان في الأيّام الخوالي
هدّافاً شهيراً
يركل بقوّة بالقدمين
كما يُحسن ضرب الكرة برأسه الذي
كان يختزن أيضاً عدداً
من أغاني بوب مارلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى