"الإســــم.." نَص بقلم /مؤمن سمير - مصر

... وكان أكثر ما أحزن قريبي الميت ، أن الأمطار تنزل على المقبرة وتمسح اسمه الذي أنفق ساعات في حفر حروفه ودهانها . في البداية لم أعده بحلٍ يمنع القطرات الظالمة من ملاحقة الاسم اليتيم أو حتى جعل الحروف تغور في الحَجر كلما تبللت .. كيف أنجح في هذا وأنا الذي بليت بضعف النظر حتى أنني أتعثر في شواهد القبور ولا ألحظها إلا عندما أستنشق عبير الموت ويضربني في سلسلة ظهري الحساسة حقاً ؟ رغم هذا لم يكن هناك بُدٌ من أن أطيِّب خاطره وأريحه – هو الضيف العزيز – لذلك تجاهلت اللهفة في وجهه لعدة دقائق متيحاً لنفسي فرصة تنشيط منابع الكذب الممزوج بالشفقة داخلي ، ثم ربتُّ على كتفه وابتسامتي تتسع ورشقت عيني في عينيه التي تتخايل فيها الدموع وقلت بكل يقين " كلما سمعت صوت الطبول ، اعلم أنني قابع إلى جوار اسمك الموسيقي ، وأنا مسلح بكل الأسلحة التي ستخيف الأمطار وتلقيها بعيداً ، اطمئن تماماً ونم في هدوء كما كنت ... " .. أما لماذا اخترت الطبول .. فلأنني أسمع الآن صوت قلبه ، يدق بعمقٍ .. وصدق ..
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى