نبيلة غنيم - العام البائس وسيل الحزن

علي باب العمر أقف، أعلق لوحة كتبت عليها ( مغلق لحين إشعار آخر)​
رحت أمارس متعة الانزواء، متعة الهروب من النفس التواقة للحياة بكل ما فيها من مُتع، ربما تكون مزيفة وربما تكون حقيقية،
لكن الهروب منها أمتع عندى الآن.
أغلق باب قلبي علي أحزان ربما لو فتحتُ لها لكانت طوفاناً هائلاً يأخذ في وجهه كل من يقابله،
لا أعرف كيف لقلبي السعيد المفعم بالتفاؤل أن يتحول إلى قلب لا يعرف إلا الدمع واللون الأسود والانطفاء.
شباط الأسود سرق الكحل من عيني،
سرق فاكهتي ،
سرق علبة الألوان حتى لا ألهو بها كالأطفال و لا أتمكن من تلوين وجه الحياة كما أعتدت!
اليوم أهدم كل أحلامي الطفولية البسيطة،
أمزق أوراقاً كنت أعتز بها وأخبئها بين مقتنياتي السرية كوردات يهديها المراهقين لبعضهم البعض،
صرتُ أُغلق كل أبوابي وأطفئ أنوار قلبي التى تذكرني بأيام مرسومة في ذاكرتي كشلال عذب ، يتناثر تفاؤلي علي أرضية الحزن الساكن في أحشائي وتنتحر فرحتي بالحياة.
أقمشة الأحلام المزركشة التى كنت أصنعها وأعيش بداخلها بهتت وصارت كوابيس سوداء، تهدلت وتمزقت وتحولت إلى أكفان تبعث رائحة النهاية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى