رمضان الصباغ - الزعيم أحمد عرابى بين الموالين للعثمانيين والمتصهينين

عندما ثار عرابى كان يريد ان يخلص الجيش المصرى من الجراكسة وان تصبح قيادات الجيش وطنية وأن يكون الولاء لمصر وليس للدولة العثمانية والخديوى . أى كان عرابى وطنيا حتى النخاع ومدركا لخطورة التبعية للعثمانيين . وهو لم يأت بالانجليز الى مصر بل قاوم الاحتلال ببسالة رغم فارق القوة الكبير والذى أتى بالاحتلال هو الخديوى توفيق حفاظا على عرشه بتآمره مع الانجليز والعثمانيين الذين كانوا فى النزع الأخير .

ولذا فكل من هاجموا عرابى آنذاك كانوا يؤدون العثمانيين والأسرة العلوية باسم البقاء على التبعية للخلاف العثمانية ( الاحتلال العثمانى ) سواء عن فهم وتآمر أو عن سوء فهم .
فمثلا " محمد عبده " أثناء الثورة العرابية كان ضد " رياض باشا " ولم يكن ضد الخديوى أو العثمانيين وكان مع الخلافة العثمانية من منطلق دينى . أما الحزب الوطنى ( وزعيمه مصطفى كامل _ وبالتالى المؤرخ عبد الرحمن الرافعى ) – كان الحزب ضد الانجليز المحتلين ولكنه كان مع التبعية للعثمانيين وكانت علاقاته قوية مع الخديوى " عباس الثانى "ولذا كان ضد عرابى المناهض للتبعية للعثمانيين .

أما الشاعر أحمد شوقى فقد ولد – كما يقول – ببااب الخديوى اسماعيل حيث كانت أمه وصيفة فى القصر ، وكانت علاقته وثيقة بالخديوى "عباس الثانى " حتى أنه اثناء الحرب العالمية الأولى كان يصطاف مع الخديوى عباس الثانى فى تركيا حين تم عزل الخديوى من قبل الانجليز واعتلى العرش السلطان حسين ، وعندما عاد أحمد شوقى إلى مصر طلب منه الانجليز أن يختار بلد المنفى الذى يذهب إليه بشرط ألا يكون بلدا معاديا مشاركا فى الحرب ، فاختار أسبانيا . وكن يمدح العوين فى إذ قال فى قصيدةطويلة - هذه بعض أابيات ها – والقصيدة كاملة منشورة فى ( المنار) المجلة التى كان يصدرها " رشيد رضا "( الذى طالب بالملك فؤاد خليفة بع سقوط الدولة العثملنية ، وهونفسه الذى آزر " حسن البنا " فى بداية دعوته لتاسيس الأخوان ) –
تبدأ قصيدة شوقى بما يلى :
الملك فيكم آل إسماعيلا ... لا زال بَيْتُكُمُو يُظِل النيلا
لطف القضاء فلم يمل لوليكم ... ركن ولم يشف لحسود غليلا
هذى أصولكمو وتلك فروعكم ... جاء الصميم من الصميم بديلا
المُلك بين قصوركم في داره ... من ذا يريد عن الديار رحيلا
إلى أن يقول فى هذا البيت :
أأخون إسماعيل في أبنائه ... ولقد ولدت بباب إسماعيلا
كان هذا أحمد شوقى الذى هاجم عرابى إرضاءاللاسرة العلوية ، واتساقا مع مفاهيمه التى تتطابق مع العثمانيين .

ويضاف إلى هؤلاء من كانوا ومازاوا يتباكون على الخلافة من الاخوان المسلمين والسلفيين وغيرهم .

وهكذا جميع من هاجموا عرابى سابقا كانو امع العثملنيين والاسرة العلوية ولم يدركوا أن عرابى كان أبعد منهم نظرا حين رفض سيطرة الأتراك على الجيش وبالتالى على مصر .

أما من يهاجمون عرابى الآن بسبب غبائهم السياسى وجهلهم بالتاريخ وتجردهم من الوطنية وأيضا بسبب ولائهم للعدو الصهيونى ولكل أعداء مصر ممن يريدون غرس روح الهزيمة والخنوع فى الشعب المصرى ، هؤلاء جميعا صهاينة بامتياز .
***
د. رمضان الصباغ


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى