أ. د. محمد حسن عبدالله - عن فلسفة الموت.. في زمن الكورونا!!

- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : عن فلسفة الموت .. في زمن الكورونا !!

" لقد سجلت نفسي في هذا البرنامج الدراسي، لأنني أعلم أن ليس هناك شيء على الإطلاق يمكن أن أتعلمه منه !!"
بهذه العبارة يستهل مؤلف كتاب (الموت والوجود: دراسة لتصورات الفناء الإنساني في التراث الديني والفلسفي العالمي) تقديمه لكتابه النادر في موضوعه، ربما إلى حد الاستحالة، فلا أحد يملك الخبرة أو المعرفة عن الموت ، ولهذا يعقب جيمس ب . كارس (المؤلف) على عبارة تلميذه بقوله : " لا شك أن الطالب كان على صواب تماماً . فلم أكن أنا ولا غيري بقادر على أن يعلمه شيئاً عن الموت. فالموت في ذاته ليس شيئاً . وعندما أشار هاملت إلى الموت على أنه الأرض التي لم يعد من شواطئها كل من سافر إليها، فإنه كان بذلك يبتعث – على نحو حاسم الوضوح – هذا الانفصال الذي يحدث بيننا وبين الموتى . كما أنه يوحي على نحو غير مباشر إلى أن الموتى لم يذهبوا فحسب، بل إنهم أيضا قد ذهبوا إلى مكان آخر ، فتستطيع أن نتخيل أحوالا عديدة ، وأماكن مختلفة قد يوجد فيها الموتى ، ولكننا إذا فكرنا فيهم على أنهم موجودون هناك ، فهم عند إذن ليسوا موتى حقاً بالنسبة لنا، ولكننا في الحقيقة لا نستطيع أن نفكر في الأحوال التي فيها الأشخاص عندما يموتون إلا كما نستطيع أن نفكر في أن يذهب لهب الشمعة عندما تنطفئ . فهذا اللهب لم يذهب إلى مكان آخر، ولكنه ، ببساطة انطفأ!"

2- المحــارة :
- هذه الفقرة الافتتاحية من تمهيد المؤلف لموضوعه الخطير بقدر ما هو غامض، ولابد أن تكون لنا عودة إلى موضوع (الموت) وتجلياته عبر الفلسفات والأديان والعقائد الشعبية .
- قديماً الشاعر قس بن ساعده الإيادي :
في الذاهبين الأولين .. من القـرون لنا بصائر
لما رأيـت مـوارداً .. للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها .. تمضي الأكابر فالأصاغر
لا يرجع الماضي إليّ .. ولا مـن البـاقين غابر
أيقنت أني لا محـالة .. حيث صار القوم صـائر
- الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يدرك أن مصيره إلى الموت، يتحقق لديه هذا الاعتقاد في زمن مبكر من حياته، حسب ممارسته الحياتية . أما فصائل الحيوان فإن إدراكها للنهاية يكون قريباً جداً من حدوث هذه النهاية ، ويدل على هذا الإدراك المحدود ما يشار إليه عن مقبرة الفيلة ، وعن ملاحظة أننا لا نجد حيوانات نافقة في الطرق المأنوسة .

3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب " الموت والوجود" – جيمس ب . كارس – ترجمة : بدر الديب – المجلس الأعلى للثقافة - القاهرة – 1998 – المقدمة (ج) .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى