محمد منيب البوريمي - بغداد

بغداد أيتها البهيهْ!
بغداد: أيتها الشهيدة والنقيهْ!
بغداد: تمشي فوق جرح العامرية وحدها،
تمشي.. تلملم قتلاها..
وتعتمر القضيهْ !
ـــ ها إنها تمشي !
برغم الجوع والتفتيش والحظر اللعينِ،
وغدر من كانوا أحبتها..
فما نقموا، وما عزموا،
وما عزوا، وما غنِموا،
وما ثاروا لها..
لكنهم خانوا ضمائرهم..
وباعوا الأخيليهْ !
ـــ ها.. إنها تمشي !
ولم تركع!
ولم تخضع !
برغم سقوطها الدامي على حد الشظيهْ !
ـــ أبدا تقص حكاية السر الذي حملت به،
لكنه ما كاد يتخذ المدار ويستوي في بطن أمه
نطفة، حتى انبرى له عصبة نوكى،
تطالب خصيَهُ، وهو الذي ما زال بعدُ...
عليقةً تنزو...
على حرف الخليهْ !
ــــ بغداد ! ...
تحكي شهرزاد:
غدت على مر الزمان صبية حُبلى،
يحاصرها التترار من التراب إلى التراب،
ومن خليج الماء حتى منتهاهُ،
ومن صليب الشرك،
حتى عربدات السامري ،
ومن فتاوى الشيخ حتى آية الفتح المبينِ..
ومحنة ابن الحنبليهْ !
ـــ فمن تُراه يكون فض الختم ؟!
غرَّ بها ؟! زنى ؟!
ثم ارتدى وهج الفريهْ؟!
حيّانها؟! خيّامها؟!
حَجاجها؟! حلاجها؟!
أم أن أنكيدو غشَاها منذ آلاف السنينْ؟!
فإذا حَشاها تذخر النطف النبيلة،
تجتلي التكوين من عمق..
العهود البابليه؟!
ـــ بغداد: هارون الرشيدْ !
بغداد: زرياب المغني.. وابن هاني،
من جلا غرر القصيدْ !
والكوكبان البحتري ومن شدا ــ
بعد الحبيب ـــ قصائد الشعر التي،
صدحت بها حلب الأميرةُ،
والفرات بعيد نضج التين
والعنب الخضيدْ !
ـــ بغداد: نازك والسيَابْ !
وأبو فرات: من إذا جمش القريضَ،
زها به عرش القوافي...
واغتدى الحرف المرِنُّ مع الضحى،
قيثارةً ولهى.. تسح غَضاضة وصُبابةً،
بين الأنامل واللحون العبقريةِ..
والرُّغابْ !
وإذا القصيد الجاهلي شدا به أرق الرَّبابْ !
وإذا النشيد الحر مؤتلق الرؤى
خلل الصباح العنبريِّ ــ تنفس النور المندَّى
فوق أكتاف الهضاب !
أتُراه حبا كان ؟!
أم كان العذابْ ؟!
أم أنه كوليرا تعصف بالغضارة والنضارة
واليفاعة والعناقيد المفضضة الإِهاب ؟!
ماذا تبقى من صُبابات الفتاة وقد لعا ببهائها،
وفتونها ــ فوق الفرات ــ
سيف البغاة ؟!
أتراه ــ وضّاح البهي ــ يحطم الصندوق ليلا ؟!
ثم يخرج في الغداةْ؟!
رقما تعذر حصره..
ودويُّه كالسيل يهدِر في الفلاةْ،
خللَ الفراتْ !..
يبري الحجارة والمهانة يشتفي من دمِّ..
قائدة الطغاة !
ــ بغداد: غائبة هنا )..(!..
ــ بغداد: حاضرة هناك )..(!..
تُرى أسميك الحضور أو الغيابْ؟!
حطينُ أنتِ؟!
القادسيةُ؟!
أم ترى أنت العُقابْ؟!
ماذا أقول وقد احاطت بالبهية اكلبٌ غرثى؟!
تقضقض نابها المسموم
في حرَدِ الذئاب؟!
ماذا أقول وقد تغشّتْ أرضها وسماءها
زمر الخنازير
الخفافيش الكريهةِ..
والذبابْ؟!
ماذا أقول ولست أملك في يديَّ،
سوى ضُميْمة أحرفٍ صرعى.. مُجرَّحة،
يسيل نجيعها الزاهي..
على وجع الترابْ؟!
ـــ بغداد: يا ألق الشروق من الشروقْ!
يا سحر عاتكة الزمان،
وصولة الإمكانِ.. ردت للذرى..
عبق السموق!
ـــ صفحات مجدك في ذرى التاريخ شاهدة،
بأنك انت..
أنتِ الفَتْكَةُ القعساءُ..
والجلَد الصدوق!
وهجَ الحقيقة صرت أنت !
منارة العشق المضيع في دهاليز الخيانة،
والعمالة والمُزوق!
أرّختِ للذل.. الهزيمةِ..
و
ال
ص
غ
ا
رْ..!!
وغدوت حدا فاصلا بين الزمان العبقري،
وبين أزمنة البوارْ!!.
حييت من قلبي !
لأنت القلب ينبض في الشوارع والمدارس
والمعامل والمساجد والصوامع والخنادق...
والعروقْ
بوركت عاشقة،
وسيدة..
وأما,, تحضن التكوين في رحم..
تسوره الخلوقْ!
هيا انهضي
أعلى