عامر الطيب - تمام العاشرة ليلاً

تمام العاشرة ليلاً
بدا حبك قوياً، أجسامنا لم تنفلت منا.
نعم أننا كنا راغبين بأن نصير حكايتين
تبدأ الحكاية ثم تنتهي مع بداية الحكاية الأخرى
لكن تلك أيضاً
لم تكن قسمةً منصفةً.
أنني أحلم أن أولد مبكراً
لأعيش البداية
و أموت آخر من يموت
لأتخلّص منها !

مئات السنوات لن تجعلك تحبين أحداً
بقدرٍ كافٍ.
لن يمكنك فعل ذلك
إلا في الدقيقة التي نتهكم من صغرها .
الدقيقة التي تتفتح بها وردة
و تذبل وردة ،
تنتشر فيها أغنية و تنسى بها سيرة عظيمة،
الدقيقة التي تتحولين فيها
إلى امرأة صلبة و تافهة
أو إشاعة
يتم الحديث عنها في أماكن متباعدة
حتى يُخيّل لأي أحد
أنها لم تكن قد حدثت فعلاً !

نسيته حتى إذا دق البابَ
لن أعرفه و لن افتح له.
ولن أخبره أنني تذكرته فيما مضى
من أجل حياتي .
أنه الحب و أرجو أن أكون صائباً
لكني ارتبكتُ حقاً ،
مرعب وجود حب كبير على الأبواب
أنه حتماً سيدق
الباب بيدٍ
و يدفعها باليد نفسها !

لا أبكي من أجل إنسان
أبكي من أجل تمثاله التي سيهدُ
حجر كثير سيفتت
غبار سيضيع
حياته كلها إذن
ستكون فرجةً .
و لعل فرق الإنقاذ هي الأسوأ بشاعة على مر التأريخ
سيلملمونه
ثم يصممونه مرة أخرى فيلوح مجدداً
لكن بعد أن وضع الفنانون الجدد
طيناً من عينيه بيده اليمنى !

أريد أن أحبك الآن
غير أنني مترددٌ ،
أخشى أن تكوني مهمومةً
بالحديث أو بالمطر
أو لعلك خرجت تتمشين برفقة موسيقى صاخبة
لا أحد يسمعها .
و بعد أن تعودي متبرمةً
ستكتبين لي أيضاً :
"يمكنك أن تحبني غداً
أنني الان منهارة بسبب فضلات الأمطار الغزيرة
التي اعتبرتها إرثاً "
أعدك أنها ستكون بوابةً للنسيان
لكن كيف سيبدو مصير الحبّ الآن
إذا أجلته إلى الأسبوع المقبل مثلاً ؟

مؤخرة كلِ أحد يده
التي يستند عليها ،يأكل ،و يسخر و يصون
و يستشعر حرارة السطح
أو برودته
و لعلها إن كانت ناعمة
ستصير فرصة ليتلمس هيبتها فقط
أما و هو حزين و منزعج
على طريق الدخول إلى بلاد جديدة
حيث الحسد و الإحباط و الألفة الساذجة
سيقعد لحظات غير مرتاح
ثم يحكها بجفاف بالغ
كأنه يفرك عينيه ليرى !

سائلاً نفسي بين دهر و آخر
أين ستكون آخر محطة لقدميّ؟
أرض مطمئنة أو شبر أضغط علي لأعيد توازني.
فقدتُ السأمَ
الذي أشكو منه لتتعاطف معي امرأة
و فقدت الرغبةَ
بالبقاء في البيت أيضاً
و لعلي إذا أردتُ أن أعزل نفسي تماماً
سيكون علي
أن أحبّ غالب الناس
الذين أسخر منهم !

إما غريبة أو ساخرة من كل ما يبدو
جاداً .
انك تجدين الفكرةَ و تهملينها
أو تبتكرين الخلاص و تضيعينه في النهارِ
فجأةً عن قصد أو سهواً .
إما ساكتة أو تكتبين أشياء خطيرة
تتجشم نسوة كثرٌ مشقةَ سرقتها
مع أنها كأس ملتهبة
شعلة ضارة بالأحرى
أن تحملهاةامرأة لمئة مليون سنة
لا يعني أنها ستحملها إلى الأبد!

ملائكة الأكتاف رهيبون
و عملهم فيه الكثير من المرح و الحبكة
و السخف.
حسنات عديدة يومياً
أهواء و كذبات و نوايا و صلوات
وصايا و بكاء أيضاً .
و لعل ملك الحسنات سيتبرم
مثل موظف الأرشيف الخاص
و يبرق لملك السيئات ليلاً :-
دعني أفوز بتدوين سيئات امرأة واحدة
مقابل أنْ تقيّدَ كلّ حسنات الرجال بدلاً مني !

عامر الطيب



54

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى