د. عبدالجبار العلمي - حديث عن ( سور المعكَازين ) بوسط مدينة طنجة

كتب الصديق الودود إدريس اعفارة تدوينة يصحح فيها اسم هذا المكان الذي وقع فيه تحريف و تحوير ، فوددت مشاركته ، فكتبت ما يلي:
كلام صحيح منطقي مبني على واقع عشناه. فقد كان أمام الساحة في فوليفار ما ذكره الصديق العزيز زميل الدراسة الأستاذ إدريس اعفارة محل للتصوير يسمى " صور مكَازين " ، وأذكر أنه كان قريبا منه مكَازة واسعة من بقايا عهد طنجة الدولية ، وكان متجرا يبيع الأواني والتحف وحسب ما أذكر وأنا طفل دخلته مع أفراد عائلتي أنه متجر انجليزي . أبهرني بما فيه من تحف وألعاب ، وقد اشترى لي أحد أقاربي دجاجة صغيرة لونها أصفر ،إذا ضغطت عليها قليلا تبيض لك بيضا صغيرا ، انبهرت بها أيما انبهار في ذلك الزمن الطفولي. وقد كانت اللعبة متينة مصنوعة بإتقان ظللت ألعب بها زمنا في منزلنا بتطوان. وأول مرة رأيت جهاز التليفزيون كانت بمتجر كبير في شارع فوليفار قرب الساحة المذكورة ، كانوا يلتقطون صورا مشوشة تصلهم من جبل طارق القريب من طنجيس كما يسميها الصديق الشاعر ابن طنجة أحمد الطريبق أحمد. ذلك الشارع وتلك الساحة المشرفة على البحر التي يمكن أن ترى منها مدينة طريفة الإسبانية في أيام و ليالي الصيف الصاحية. كان ذلك المكان العالي ، وطنجة أسوارها عالية كما قال السلاوي في أغنيته الجميلة ، يؤدي من جانبه الأيسر من طريق منحدر إلى معلمة من معالم المدينة الثقافية التاريخية هي مسرح ( سيرفانتيس) بمعماره الفني الجميل. يحدثك من عاصره في زمن ازدهاره عن المسرحيات العالمية التي مثلت على خشبته. وحين تكون صاعدا إليه من الشاطئ قاصدا ساحة (سور المعكَازين ) ، تواجهك بوابته وواجهته الأمامية ورخامة كتب عليها بخط جميل : TEATRO CERVANTES. شكرا لك سي إدريس. لقد ذهبت بنا بعيدا بدون أي عجز إلى ذلك المكان الشهير الذي حرف اسمه الحقيقي ، وإلى زمن غابر بمدينة طنجة التي يحضنها بحنان بحران عظيمان يتعانقان أمامها . وكانت من المدن التي كان يقصدها مشاهير الكتاب والفنانين من كل أرجاء الدنيا ، وكانت منطلق ابن بطوطه لرحلاته العجيبة إلى معظم بلاد العالم ، ولا ينبغي أن ننسى أنها كانت مقر إقامة العلامة المغربي النابغة صاحب كتاب النبوغ المغربي سيدي عبدالله كَنون .




1

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى