عامر الطيب - أخطائي كلّها مألوفة..

أخطائي كلّها مألوفة
أو هكذا بدت لي.
تسعون بالمئة منها بسبب العجلة
و تسعون بالمئة بسبب الزيف
و تسعون بالمرة
بسبب الحذر
من قبيل أن يحبني أحدٌ
فأطلب منه أن يمهلني
فرصةً صغيرة لأجرح نفسي!


صرتُ البلدَ الذي نقمتِ منه
و البلد الذي فتح لكِ ذراعه بحفاوة
أين تضيعين؟
و أين تبكين؟
حبي الشرفة و الحمام و الغابة أيضاً .
أما إذا فكرتِ
بالمشي
من أجل ألا تقفي فقط
فيمكنك أن تستعيري قدمي
لتصلي إلي مبهجة
أو قدم امرأة
أخرى
لتتفرجي برغبة أبلغ على الأشجار !

أرجو أن أصادف الآن
المرأة التي أحبها كما أحب الطمأنينة و الرمق الأخير
منتعشاً بأني كنتُ الرجل الذي أردته
و فعلتُ ما يفعله أي عبقري يتلمس حياته
كما يتلمس وردة تتبدلُ .
أرجو أن أصادفها الآن
بعد أن أفتح باب صومعتي مباشرة
ها قد قمتُ
ثم ترددتُ
لئلا تكون الحياة حقيقية في الطالع
و تهبني المرأة
التي أعرفها !

كنتُ ولعاً لكنني لستُ على نفس القدر
اليوم
و بعد دقائق سيصير ولعي أقل
و لعله سيتناقص لحظة إثر لحظة
إلا أنك غافلة عما يحدث
تنامين و تأكلين
كأني أحبك بكم هائل
لا ينتهي
أنت لا تبادرين حتى إلى إجراء مقارنة
بين الحب الذي يجده
الطفلُ صدفة في جيبه
و الحبّ الذي يصنعه
عندما يخلصُ الدرس!

أعرف رجلاً يقول:
" أوه ليس أكثر "
أو:
" أوه ليس أقل "
رجل عظيم لكنه لا يضع بواجهتنا غير تلك العبارات
فقط
تسأله امرأة
هل كنت مرتاحاً معي في مرة الصيف؟
يردُ :
" أوه ليس أكثر "
تطلب منه أخرى
أن يلفتها إلى الحب
لا يتردد قائلاً :
" أوه ليس أقل "
نحن أحبته الذين نرافقه في اللعب
سألناه على حياء :
هل صدمك جسد المرأة أولاً
فقال :
" أوه ليس أكثر " أيضاً
سألناه و الآن؟
فتمتم :
يجب أن أجد رابطة بين غالب الفنون
لئلا أكرر العبارة نفسها!

موتي لا ينفع أصدقائي ولا أعدائي
لا يصلح أنْ يصير خشبة
أو هاجساً مخيفاً فقد مات قبلي
أجدادي و أقربائي الأكبر سناً
حتى أنتِ كإمرأة مللتِ مني
بعد مليون سنة من وجودنا عاريين في الكهف
لن يشعرك موتي بالألفة
أو بالحرج.
ها قد متُ الآن
ما الذي حدثَ مثلاً ؟
لم تكملي نومك في البر
لم تتوقفي عن لومي
لم تكوني طيبة مع جسدي
بينما كنت تجردين ملابسي بإهتمام
دستِ على إصبعي الصغيرة سهواً !


ينسى هذا الرجل المفاتيح بشكل
يدعو السخرية
كأنه شاهد حكاية ساحر
ضيع مفاتيح العالم و أحب أن يقلده.
انتبهت زوجتهُ
مؤخراً إلى أنها استنسختْ
له أربعة مفاتيح خلال يومين
و حذرته
بخفة دم الملوك :
إن نسيت المفتاح مرة أخرى
فلن أفتح لك البابَ .
في اليوم التالي
وضع المفتاح في الباب لئلا يضيعه
و طار مجاناً
أليس ذلك هو الحب اللزج على عظامنا ؟
أليست تلك هي الفكرة
التي ستجعله يضيع البيت؟

عشتُ حياة أنثوية للغاية
و لا أرى ما يدعوني لإخفائها
كبرتُ و طفتُ و أشعلتُ
أعوامي الأخيرة بقوة و ورع كما تفعل الفتيات .
يجب أن أحب نفسي
في الهواء أو في النبع
جارحة أو خجولة أو مهملة في المتنِ
يجب أيضاً
أن أخبر الذين يتعرفون علي الآن
أنني مدين
للصديقات العظيمات
اللواتي كنت أحدثهنّ عن الجنس
فيتحدثن معي عن الرسم !
.
عامر الطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى