صلاح عبد العزيز - زيارة لشيخوخة مبكرة

ثمة غمامة كثيفة من الجيران
فى الصالون
أشم رائحة ثلاثين عاما من الغياب
عندما أدلف من الباب
لا أريد أن أوقظ الموتى
عادة كما هم
الحاضرون أبدا
من مشوا وتعبوا فى البحث عن أجسادهم
تعلقوا بأجسادنا
تتغير المناخات
لكن ليس كثيرا
حتى أن جسدى يظل مشتبكا بأرواحهم
لمبة الصمت
حين يتكلمون فى ضوئها
تشتعل عين حجرتى بالدمع
يرسلون الرسائل
كلما سرت كهرباء أرواحهم
ومرغما أطير من ظلمة إلى ظلمة
ما الذى يدفعنى أن أقوم من نومى
لكى اغلق الثلاجة
أحيانا تمطر السماء على مدار اليوم
وهكذا أصحو
على
حلم مطر
ما الذى يجعلنى هكذا
كلما ذهبتُ قدماى فى مكانها
أتحسس وجهى بمفرداته على الحوائط
كشخص غائبٍ
إلى أن أنام
هناك حفلة وتعارف كيف حالك .. ازى الصحة .. وكلمات من ذلك النوع الذى يتكرر كثيرا
بين الأصدقاء
الشيخوخة قاسية
عندما تأتى مبكرة
فى دوران الأرض
ينقص العمر
نشيخ
فى ذهاب يوم آخر
مروحة السقف تئز
لغة الموتى هكذا
لا تحس بها غير الآلات
مثل الثلاجة والخلاط والمكنسة
سلسلة المفاتيح أيضا
لا أريد إيقاظهم
عندما أدلف للداخل
فى مروحة السقف
وزر النور
وكلما تلمستُ حائطا
كلما أضأتُ مصباحا
نحتاج لمن يرمم الأعطال
لآلات تلبست بأرواحهم
أى إشراقة لهذا الأفق
لشجرة قديمة
تنزل لها النجوم
بمرآة من البهجة
ولهذا
انتباهة الضوء
وبعض الندى
تنبت
تحت عباءتى
ومن جسدى
أطعم فرخ غراب
فى يوم مطير


صلاح عبد العزيز - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى