إبراهيم مالك - نزهة الموت.. شعر

يُمارسُ الموت
عادته السّرية فوق رُؤوسنا،
و تَقذفنا الحياة من جَحيمها الكبير
نحو جَحيمٍ آخر دُون أن نَغتسل!

نَتشرّدُ على عَتبات المَعابد
و أبواب البَارات
و أَرصفة الموت،
نتشرد في بلداننا و نَصرخ

أيّها الجُنود العائدون من الحرب
أيّتها المجازر القادمة من الشّرق
أيّها الشّرير الذي نصّب نفسه كَ آلهة
أيتها الأشجار التّعيسة،
المَحار المنثور على جبين البحر
النّبع المُندثر كَ قَبو
أيّها الإله
أيتها الشّمس
أيها العالم القَاتم كالموت

أَخبرُونا عن هذا الزّمن المفقود
في كُهُوف اللامَعنى
عن جَدوائية الحُب
عن الكِلاب الضّالة
و العُيُون المُخيفة
و حُقن الأنسُولين
و دُموع الطّيبين
عن الجُوع و الكَبت و الجِنس
عن الحرب و الدّمار و المَرض
عن افريقيا الشّاسِعة كَ وَباء
و العُروبة المُستَلقية في الحَضيض

أَيتُها الأرصِفة و القَذائف اللعينة
أَخبريني عن حبيبتي
و عُيُونها الوَديعة
عن ابتسامتها المُشرِقة كالصّباح
و نَهدها النّافر كابنٍ عَاق
عن حبيبتي وَ هي تَكنس بِيديها النّاعِمتين
دِماء المَوتى،
و تَختلقُ الأكَاذيبَ و الحُجَج
لِنَلتقي و لو مرّةً تحت ظِلّ شَجرة

أيها الجُنود الطّيبُون،
المجازر التّعيسة
الشّرّير الحاكم
يا أَشجار الدّر،
و هَوج البحر
أيّها الرب،
و الإله
أيّها الموت!

من يَمنحني
جسدا واحدا لأتحمّل؟!
قَلبا واحدا لأعِيش،
فَمًا كَبيرا و أَسنان،
لأبتَسم،
وَجها وَسيما
و عُيُونا زَرقاء، لأرى
من يَمنحني عِطرا فَاتنا
كَ رَائحة زهرة الجاردينيا
من يُعيرُني رِجْلا،
يَدًا،
حَرفا
لأنتَقِم من خَسَائري و هَزَائِمي!

من يَمنحني ذِراعين قَويّتين، و كبيرتين
لأضُمّ الموتَ بِقُوّة و آخُذه في نُزهَة بَعيدا عن هَذا العالم؟!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى