السيد حافظ - عندما غاب القمر

صاحت زرقاء اليمامة بجواري.. إنهم قادمون .. صحت أنا وهي .. تصيح هي .. تصيح أنت .. ولكن الصوت بح .. قلنا لهم من قبل أن يأتي الطوفان .. إنهم قادمون .. والموت قادم لا محالة والموت قادم لكم جميعا.
دخلوا العراق .. دخلوا فلسطين .. دخلوا .. خرجوا .. عبثو .. قاموا .. صعدوا .. هبطوا أنت وهم .. هم وأنت .. كلنا نجري ونهرب .. المجد لشارون .. والمجد لبوش وللحكام العرب الموالين .. والموت للشعوب العربية ولنا وللعمامات ورجال الياقات البيضاء في الخندق والدبابات فوق روؤسهم .. اليوم لا مفر لكم .. ليسوا هم أصدقاء. وليسوا أنتم سادتنا .. نحن سويا ..تحرك. تحركوا. تحركنا . الموت يحاصرهم وأنت فوق القلعة والموت قادم يا سادتنا .. تساوينا الآن..بالأمس لم تأكلوا الخبز معنا .. ولم تسمعوا رأينا .. ولم تفقهوا قولنا يا أمة .. ضحكت من جهلها الدنيا ..
عروبة . عرب . مسلم . مسلمة . أنت في الخط الأحمر.. بالخط الأحمر تكتب. وباللون الأحمر تدفن وبالسوط الأحمر يجلدك حاكمك والشرطة والأمن .. الآن .. لا أمن الآن .. لا حاكم ..لا محكوم الآن .. دبابة وشرطي أجنبي ومدفع .. وأنت تختبئ تحت جلدك العربي عطن الرائحة لأنك لم تسمع .. لم تفهم لم تحترم العقول .. وجريت وراء اللذة .. أكلتك اللذة صرت لا شيء ..
( أمي قالت لا تمت الآن .. الطبيب يقول انه مكتئب والمومس الغانية تزورني في المستشفي بباقة ورد وتقول إنك رجل شريف .. غاب الشرفاء عني .إلا القلة.. أقصد من كنت أظنهم شرفاء لم يعادونى وأنا مريض.وجاءتني المومس تزورنى يوميا ..
• الوطن مومس
• لم أجد حضن الوطن
صدقيني يا أمي من زارني و أنا مريض مومس .. اختفي الشعراء والأدباء والفنانون الا قلة وجاءت مومس يوميا تحكي لي عن نجوم المجتمع وأسماء لا يمسها إلا الحاقدون .
ـ قال سمير سرحان . لن أطبع لك الأعمال الكاملة مهما عملت .
ـ قال .. يقول .. تقول .. تقولين
ماذا أقول يا نور العين ..
ـ ابنك عاق ..ا بنتك لا تسمع الكلام
ـ زوجتك ترفع الأعلام مستسلمة .. مقهورة منك من الأولاد من الوطن من نفسها ..
أنت كنت تظن أنك نبياً ورسولاً ومبشراً برسالات للفن والفكر .
قال جابر عصفور سلامتك .. الوزير قلق عليك ماذا استطيع أن أفعل لك في حدود المسموح
قال أشرف زكي خمسمائة جنية فقط دعم النقابة لك للعلاج تدبر باقي المبلغ تصرف
ـ..ذهبت للاسكندرية للنقاهه الأسكندرية غانية .. الاسكندرية لعنه .. والقاهرة مدينة تأكل أولادها ولا تعرفهم .. القاهرة مدينة وحش مفترس في الزحام تأكل أولادها في حادثة .. في مقتل .. في سرقة تقتل أولادها .. مدينه كافرة كما قال أحمد عبد المعطي حجازي ..
يا قاهرة ما أنت إلا مئذنات كافرة
" تنوية "
القصة لا تكتب هكذا يا غبي .. أين الحدث ؟
قال غانم السليطي أنا لا أفهم مسرحك .. أنت لا تعرف نظرية أرسطوفى الدراما اشرحها لي .. اشرحها لي قل لو كنت تعرفها مامعنى الدراما عند ارسطو؟
وشرب كأسا ثم كاساً ثم زجاجة وغضب وقال أنت لا تعرف شيئا وسكر قالوا ان غانم خسر ألف ألف دولار في القمار منذ يومين فى كازينو فى عمان واحتضني وأنا في جيبي عشرون دولار ولا أملك ثمنا لهدية لامرأة لا أعرفها ..
قال غانم فى اليوم التالى سامحنى ..أنت أستاذنا .واحتصننى
" مدخل "
قال بهيج إسماعيل وهو يسخر
" من الذي قال أنك كبير كتاب المسرح في السبعينات "
قالت عبلة الرويني للدكتور علاء عبد الهادي
" من قال إن صاحبك كاتب مميز وأفضل جيلة فى المسرح
قال لها ماذا قرأت له .. هل قرأت له عملا واحدا .. لم تجاوب وصمتت
قال عبد الكريم برشيد
" أنت أفضل من سعد الله ونوس .. الشيوعيون في مصر باعوك
وقتلوك مثل أوزوريس .. وحاولوا أن يضعوك في الهامش

قال محمد زهدي
كلما قتلناك ودفنا جثتك في الأرض تخرج من جديد وتعود للحياة هل أنت أوزوريس وضحك.
قال يوسف القعيد
تكتب مقالات عن نفسك وتسمي نفسك عبد الكريم برشيد اسم غريب يا أخي
قال جمال الغيطاني ونحن في الحج في الكعبة
سامحني يا سيد علي ما كتبته ضدك وكتبه يسري العزب
" فاصلة "
عز الدين المدني نسي أن يدعوني وهو رئيس مهرجان قرطاج.. سال دمي علي شوارع الإسكندرية والكويت وتونس.. كنت حزين من صديقى. نساني.. قال ليس بيدي .. سامحني.. سامحته كأنه ابني.. وضحك ضحكة طفولية واحتضنته
ـ نقطة ـ
القصة لاتكتب هكذا يا حمار .. قلت لنفسي
في العشرين حلمت بأن أكون رئيسا للجمهورية.. سقط الحلم في نكسة 67
في الثلاثين حلمت بجائزة نوبل سقط الحلم في كامب ديفيد.فى لأربعين قابلت أميرة خليجية مرتين وحلمت بالزواج منها .. قالت لو تزوجتك قتلوني وقتلوك
في الخمسين حلمت بأن أكون في هوليود
قال الكاتب الأمريكي ايرون ليرنير أنت عالمي يا أستاذ ولكن عيبك انك ولدت في العالم الثالث
" في الهامش "
قلت للمذيعة إنني استيقظت مبكرا والوطن مازال نائما إنه يستيقظ متأخراً.. وانتظرت أن يستيقظ.. انتظرت الوطن ثلاثين عاما على المقهى لا بل أربعين عاما و أنا أنتظرالوطن علي المقهى.. ومعي أوراقي وأقلامي وكتبي والوطن مازال نائما ..ومازلت انتظر
ـ محمود درويش يسكر.. يتزوج .. يتدلل هو اعظم شعراء جيله.. لا تحاول .. لا تحاول أن تقول عنه شيئا. .
ـ لا تسب أمل دنقل فأنا أحبة شخصيا لأنه حماني وقت مولد موهبتي


" خطاب "
سيدتي .. سيدتي.. أحبك ولكن عندما خرج الحلم من رأسي جاءتني الكوابيس تداهمني فأنا مذنب.. مذنب
" العنوان "
سامحني... سامحني .. سامحني كنت نصف نبيا ونصف رسولا ولكنني أحمل سوءات البشر
. ساعي البريد
أرجوك اذهب بخطابي هذا
إلي سمير العيادي .. والمنصف السويسي.. والي محمد المديوني وقل لهم
إنني مازلت أحلم كطفل في الثانية عشر بإثني عشر كوكبا والقمر والشمس لي ساجدين.. وبأنثي تعشقني لأعزف لها أمام بيتهوفن علي الكمان.
هناك.إلي هناك.. هناك .. هناك حيث الخليج وقل لهم إن خليفة الوقيان وسامي المنيس واحمد الخطيب وأحمد الجار الله وكل الشرفاء وكل الأشرار في الكويت أحبهم وألعن أشرارهم جدا ولكني أحبهم كلهم جدا..
...........
.........
الآن
علي المقهى
رن الموبايل (الهاتف النقال ) وقال الصوت.. أنت يا رجل الرقابة في التلفزيون ضدك.. رفضت عملك والوزير يريد أن يعرف هل أنت مواطن حسنالسير والمواطنة
قلت..لا أعرف ومن يعرفني يتصل بي
يتصل ليخبرني من أنا
أو يتصل بأقرب مكان
أو يرسل لي رسالة
علي الانترنيت ويقول:
صالح.ام
أم أنت طالح
صالح .طالح. .فالح. .فاشل. .ناجح. .. من أنت
قال وعي لي
.. يا حمار القصة لا تكتب هكذا
صرخت في وعي لا.. هذه القصة التي أريد أن أكتبها هكذا.وهى هكذا

. انتهت

القاهرة 2003

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى