وئام حمزة - المائة عامٍ الأولى هي الأصعب

المائة عامٍ الأولى هي الأصعب . بعدها تعتادك الحياة ،تكف عن اختبارك و تكف عن إدهاشك. تسمح لك باجترار ما فات تمحو عنه الكثير من الأسى تضيف رتوشا تجميلية .لا تفرق بين الذكرى و الحلم .
تتمنى دائما لو كنت أجرأ أو غامرت أكثر .تتمنى لو ما أهمك أن تحيا مائة عام بصحة جيدة و ذكريات رتيبة على خيالك الاعتناء بها لئلا تقتلك !
بالنظر إلى مافات ليس من أمنيات سوى دعوة العذراء : ليتني مت قبل هذا
ليتني مت قبل هذا
***
لو أنك مت في عامك الخمسين و عائلة حزينة تندبك ،تعدد و تنسب محاسن لا تحصى إليك و تهديك الدعاء و الصدقات !
أو في العام الأربعين و صديق حميم يبكيك و يصنع المشاريع لإبقاء ذكراك .
أو في الثلاثين و جماعة الأصدقاء و المدعين في صدمة تجعلهم يذكرونك لزمن طويل تحسبه الخلود!
ربما من الأفضل أن ترحل في العشرين و لما تخرج من قوقعتك إلى العالم بعد
أو أن العمر الأفضل للغياب هو الربيع ،خمسة أو ستة عشر عاما و طموحاتك في أوجها لم تتكسر بعد. لم تختبر بعد قدرتك على الاستغناء ،لم تخسر مبدأاً لم تقتل أحدا
و لم تدرك أنك لا تخرج من القوقعة سوى إلى بطن الحوت ،و منه إلى المحيط .
**
يوما ما تدرك أن عداد العمر يبدأ من بطن حوت إلى حوت أكبر ثم رغبتك بالتحرر إلى المحيط و لكنك تنسى في خضم الحياة أن تتعلم السباحة ،أو تحتفظ بطوق نجاة!


#وئام_حمزة


قصص مسموعة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى