جمال جمعة - المظلّة.. شعر

سعيدةً كانت تسير تحت المظلّةِ
ولم يكن يفهم سرَّ ضحكتها أحد
فالرياح الشمالية تلسع الآذان
ونُدَف الثلجِ تَخِزُ حتى الأنامل المدفونة في القفافيز.
لكنها كانت سعيدة،
سعيدة بتلك الفُسحة التي وفَّرَتها لها المظلّة،
مغتبطة بتأمّل الثلج يهطل على مسافةٍ منها
دون أن يمسّها، وكأنّ قوى الطبيعة
أقامت سوراً لا مرئيّاً حولها،
كأنّ ميثاقاً سرّياً مع مَلاكٍ حارسٍ
أضحى سارياً الآن.
كان الثلجُ يهطل بشدّة
والعابرون يهرولون الى مداخل البنايات،
لكنها تتهادى كانت على الطريق
ضاحكةً ومتأنّية
غير عابئةٍ بالثلوج التي طَلَت الأرصفة
بالبياض.

(من ديوان: قصائد فيلنيوس، الدار العربية للعلوم 2016

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى