عيسى حموتي - إخلاص..

لمّا خاصر الروح حضن الغياب
ووارى السحاب سماء مقلتيك.
كان موكب الشمس يودع الشفق
والخريف يرسل الحفيف على وجنتيك
**
لما دقت أجراس الفراق
كنت هناك، عبثا أمحو الصليل
أقل جدوىً من قشة
بلا يد تمد نحو خل على زورق الرحيل
**
لما نادى الرحيل بالفراق
تحت أنظاري رفت روحك،
عليّ بنظرة إشفاق تجود
كنت هناك أرقب شفتيك،
ترسمان لي وردة من ذبول
***
باتت حديقة نبضي تهذي
عوض الورد تهديني باقات من هموم
كنت هناك مجردا من كل حول
وجيش الغياب يبلغ آخر أشواط الهجوم
***
لما نادى الرحيل بالفراق
كنتَ هناك، لكن سائحا، ينظر بعين الفتور
ويد القدر..
بسيف الغروب تفصل الشذى عن الزهور
***
كنتُ هناك لما
على وجنتيك مرت يد الحفيف
ترمي بتلات الورد بصفرة جاد حقير
بات القلب تحت موطئ الأقدام
وتحته من أنواع القضيض الشيء الكثير
***
كنتُ هناك مكتوف اليدين
داخل عينيك راعني عصف الخريف
يعبث بالنفس، يقوده خارج الحياة
يدحرجه من رصيف إلى رصيف
**
كنت هناك ،
أنظر إلى الغياب ينسحب على مقلتيك
فتغرقان في سهوم، مقبل من خارج الحياة،
و يدي مربوطة إلى شلل
تنظر إلى الرو ح من الجسد تنسحب في أناة
**
كنت هناك على حافة السرير
أشاهد إشفاقك عليّ يخترق طوابير حزني المرير
كنت أراه يركب بحر عينيك
وعلى شفتيك يرسم بسمة من ذبول، بعذوبة الخرير
***
أضحيت مهيض الجناح
أرقب حديقة النبض جرداء يسقيها النزيف
في متاحف الذكريات
على امتداد أروقة الأيام عرضتِ باقات العهد الشفيف
***
إذا كانت
نظريةُ التفاحة قد قصت أجنحتي
ورمتني تحت رحمة العجز
لا صاروخ ولا براق يفي
فأنا عارج على عجل راكب متن النعش
على ضفاف الكوثر نشرب نخب الحب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى