فوزية ضيف الله -. حبات الرمان

سقط الرمان على ارض قاحلة. حمرة الحياة تعيد للموت مفاجأة البعث من جديد. لا طعم للسقوط ان لم يكن قبله مغامرة. ولا معنى للارتماء على الأرض خارج الاعتقاد في كونها تكتض بالحياة في عمقها رغم قتامة لونها ويبس سطحها. كان الرمان يدرك جيدا أنه سينضج وسيعود للأرض التي انبتته ثم شاخت. كان يدرك أنه سينغرس في صلب ارض ستستقبله بما في اعماقها لا بما يبدو منها. لا يصدق الرمان قصة السطوح اليابسه لأن عمقه ممتلئ بحبوب الدفء الصادق...لم يكن يمكن للرمان ان يظل في الشجرة لأن اليد التي ستقطفه ستاكله، كان يريد أن يعيش أكثر بعد نضجه، ان يتمدد جسمه على الأرض، ويلعب مع الأطفال. يعاين عن قرب سمرة الأرض، يترشف عصائر الشمس الحارة. يتحول إلى كتلة من المحبة الفائضة والمغلقة. يستفرد بنفسه امام كواكب الرمان. يصبح الكون كله على سطح الأرض، عالما من الرمان. تهيمن الدوائر المكتملة، والازمنة المكتملة. تقترب منه حشرات الكون، ينشئ قصصا حقيقة بعد أن أمضى عمره معلقا في طرف غصن.

images

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى