عبد العزيز فهمي. -. هلوسة كورونية

كان لا بد أن أقول لي
ما قلته مغرورا لكم
فالآن كلي مع كلي في سجال
تارة هو عقيم كهذه الحال التي نحن فيها
أفواهنا البيزنطية هي التي تتكلم
وتارة هو إيجابي
خصوصا حين ينتهي بطرح نفس الأسئلة التي بدأ بها
يؤجل الحسم إلى نقاش آخر تتوفر فيه الشروط الذاتية الموضوعية
أو حين ينتهي على سرد تشابيه لا قاعدة مقارنة بينها
فيجزم أن هذا هو هذا ولا حاجة للعقل في إعطاء الأدلة
منذ حينها وأنا أقول لي
لا تنزلق في ما لا تستطيع التحكم فيه
كأن تدخل في نقاش حول الجائحة
حين تكون درجة حرارتك على شفا أن تدخلكَ في قائمة الأعراض
أو أن ترفع صوتك أكثر من قدرة حبالك الصوتية
على تحمل فُتات تلوث الرئتين
حتى وإن كنت تسعل لتتخلص من مخزون الفيروسات الودودة التي تعيش فيك وبك
تلك التي تدغدغ حنجرتك كي تكنس ما علق سهوا على جنباتها فقط
سيلتفت إليك الناس من وراء النوافذ والأكمام
يبتعدون عنك في بعدهم عنهم وعنك
لا أحد يجرؤ على مدك بكأس ماء لتتخلص من اختناقك الديكي أو الخفاشي
لا تتعب نفسك في محاولة إقناعك اولا وإقناع الآخرين أنك سليم مما تظن ويعتقدون
فالكل مريض أمام الآخر الذي هو مريض أمامك إلى أن يدلي ببيان صحته
الشيء الذي لا شك فيه هو أن كل البيانات نسبية تقاس مدة صلاحيتها بحسب مزاج العلماء والساسة وآلات الفحص
وخصوصا مزاج الذين يسهرون نياما على إعلان نتائج المختبرات
لا تتعب نفسك أكثر
بالاستدلال بفيدوهات اليوتوب فجلها من معتنقي دين العملة والربح السريع
لا تهمهم الحقيقة ولا الجودة
ما يهمهم هو عدد النعاج التي تنضاف إلى قطيع أكباشهم
جمارك المراقبة الصحية مصابة بحمى الرشوة
لذا عليك أنْ تقتنع
أن قعر القنينة أرحب من عنقها
فلا تخرج منها
إِِنْ كنت داخلها
ولا تلجها
إِنْ كنت خارجها
كي لا تختنق بحيرة اختيارك
النجاة التي ترغب فيها
مسألة حظ في جينات نرد
يعشق الكذب على الحقيقة...
عزيز فهمي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى