نزار راشد حسين - فلسطين

دعونا نتجاوز الفواصل والتسميات

فأنا عاشق متهورٌ وغيور

وغيرتي المجنونة

جعلتني ألعن السياسيين قبل المحتلين

فمن يفاوض على حبيبته في دين العاشقين؟

وعمّاذا سيتنازل منها:

عن شاطيءٍ أم نخيل

عن وجهها المتألق في الكرمل

أم رأسها المرفوع في الجليل؟

عن البحر أم عن البرتقال؟

عن السهل أم الوعر؟

وحتى السؤال يبدو غريباً!

فالحكاية لم تنته بعد

فأبناؤها في حضنها

يبدعون كُلّ يومٍ جديدٍ

رصاصةً أو قصيدة

يشربون الماء

أو يتنسّمون الهواء

١٥ أيار،لا بأس

إنه فراش الربيع الوثير

فدعنا نمرّغ جنوبنا في خضرته

ونعانق خصر حبيبتنا الأزلية

فقلبها لا يزال يخفق

ونبضها نبض مهرة عربية

وفي أنفاسها كبرياء

وحرارة ملكية

لم يطفؤوا نارها بأفواههم

ولم يكسروا قامة البندقية

حبر التاريخ لم ينفد

والمدونون يضيفون لسيرتها كل يوم

سطراً جديدا

فدعك من التسميات الذكيّة

التي تفتّ العضد

"نكبة"!

فهذه التسمية أطلقها عسكريٌّ مهزوم

وسياسيٌّ مأزوم

أما العشاق فلا يزالون تحت أشجارها

يشحذون ارواحهم

كي لا تكلّ

ولتبقى تقاتل

فلم يحن الوقت بعد

كي نترحّم أو نقفل الباب

أو نرفع شاهد قبر مخاتل

كما يزيّن لنا أولئك الذين

أرخوا أذرعهم على جنوبهم

في تكاسل!

يصطادون التاريخ من براريها المفتوحة

ليدخلوه في شلل اللحظة

أويحبسوه في قفصِ ما يُسمّى السياسة!

فنحن لنا نفَسُ العاشقين الطويل

ومدّ السبيل

المفروش بالدّم والعشب

ولمّا تزالُ خطانا تسير

فهل قصّرت الدربَ اثنان وسبعون خطوة

أم سيتعبنا الطريق الطويل

قولوا توكّلنا على الله

واذكروا كيف بدأت مسافة الألف ميل،

واعلموا أن النفوس لن تستريح

ولن تغمض الجفون المسهدات

إلا إذا أوت لحضن هواها النبيل!

نزار حسين راشد
  • Like
التفاعلات: نزار سرطاوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى