مخلص الصغير - الناطق الرسمي باسم المتوجين والمتوجات

خلال السنة الماضية، وجد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، السيد سعيد أمزازي، صعوبة في نطق عبارة “المتوجين والمتوجات”، وهو ما عرضه لموجة من السخرية، تقبلها الرجل بقشابة واسعة. لكن الرجل “طلق لسانو”، هذه المرة، بعد تعيينه ناطقا رسميا باسم الحكومة، حيث أصبح مطالبا بتقديم التصريحات وتلاوة البلاغات الحكومية، خلال هذه الظرفية العصيبة.
وخلال هذه الأيام، يمكن اعتبار سعيد أمزازي بطل المرحلة، ومحبوب التلاميذ، بعدما زف إليهم بشرى تأجيل الالتحاق بالمدارس إلى غاية شهر شتنبر المقبل. ولا يمكن لنا إلا أن نثمن هذا القرار، الذي يقدم الحق في الحياة، على حساب الحق في التمدرس، وغيره.
معالي الوزير “المتوج”، مؤخرا، بمهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة، أصبح رجلا متمكنا، تعلم الدروس من الفيروس، ولم يعد يثير السخرية، بل صار هو الذي يمارس السخرية، وما أحوجنا إليها في هذه الأيام. فخلال الاجتماع الأخير للجنة التعليم والثقافة والاتصال بالبرلمان، بخصوص الإجراءات التي اتخذتها وزارته، وتأجيل التحاق التلاميذ بالمدارس إلى غاية الموسم المقبل، باستثناء التلاميذ المترشحين لاجتياز امتحان الباكالوريا، قال الوزير إن “الشهادة التي تتطلب الانتقال إلى أسلاك أخرى هي الباكالوريا”، وأن “السادس ابتدائي يبلغ فيه النجاح نسبة 92 في المائة”، كما أن “طلب هذه الشهادة يتم فقط خلال الانتخابات من طرف عدد من المرشحين”. وبهذا، يكون الوزير قد قطر الشمع على السادة البرلمانيين، معلنا، بشكل ضمني، عن نجاح عدد من برلمانيي المستقبل، والذين حصلوا هذه السنة على “الشهادة”، أي الشهادة الابتدائية، بعدما نجحوا قبل الأوان. ولأن أعمار هؤلاء اليوم هي في حدود 13 سنة، فما هي إلا دورة برلمانية واحدة حتى يصبح من حق هؤلاء أن يترشحوا وأن يصبحوا من نواب الأمة ونوامها في البرلمان.
لقد كشف فيروس كورونا لكل العالم أن الدول في حاجة إلى العلماء والأطباء، والباحثين في المختبرات، وليس إلى “المكلخين”. وعلى الأحزاب أن تقدم الأطر الجديرة بالتشريع والتفكير في مستقبل هذه الأمة، بدل ترشيح الفيروسات الانتخابية.
وقبل ذلك، لا بد من قرار يمنع “المتوجين والمتوجات” بالشهادة الابتدائية من النوم في فندق البرلمان. مع احترامنا للسيد الوزير الناطق الرسمي، ونحن نعرف أنه حاصل على الدكتوراه في البيولوجيا، في تخصص علم المناعة والفيروسات، ويمكنه أن يفيدنا في مواجهة كورونا أكثر من أصدقائه البرلمانيين، من “المتوجين والمتوجات”.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى