عبد السلام بوحجر - عزف منفرد على مقام الهاء ــ المعروفة بـ "مها"-..

تعشق امرأة وجهها
في المرايا التي حولها
تتأمله
لحظة.. لحظة..
ساعة.. ساعة ..
الوصيفات من حولها
كلهن يقلن لها
أنت أجمل من أجمل امرأة يا مها
امنحينا
ولو نظرة
كلمة
نغمة
بسمة يا مها
ما الذي قد يقول المغني لنا أو لها
حين تدرك حتى النهى
أنها فرقد أو سهى
أنها الأمل المشتهى
أنها؟
ما الذي قد تقول القصيدة
وهي ترى ربها
قربها
صاغها
مثل لؤلؤة منتقاة
وفي قالب الحسن قد صبها
"إن ربك أوحى لها"
فاستوت لوحة نطقت بالْبها
ومها
همها
أن تسافر نحو البعيد البعيد
وما همها
أن ترى اسمها
في القصيدة أو رسمها
في الجريدة
ما همها
أن ترى الناس قد نظروا حولها
تابعوا صمتها
نبضها
طاردوا حسنها
حزنها
خدها
قدها
شربوا سحر عينين حالمتين
محلقتين إلى المنتهى
آه ما همها
أن ترى العاشقين
وقد أقبلوا نحوها
قدموا باقة من ورود لها
ولها..
أو تفكر في قهوة
قدموها لها
منذ أزيد من ساعتين وها
هي قد بردت قربها
كلهم نظروا
سكروا.. سافروا
شربوا من بعيد رذاذ البها
وهي ضائعة في الضياع الذي هدها
فمها
تبتغي أن تقبل من شغف فمها
همها
أن تكسر كل المرايا التي حولها
أن تسافر منها إليها
بدون مرايا
إلى أن يرى وجهها وجهها
يا لها من مباعدة يا لها
أجمل امراة في الدنى
هي لا تستطيع ولو لحظة
أن ترى حسنها
ليتها عرفت أنها
تركت في دمي سحرها
ليتها عرفت أنني
جئت أطلب من يدها يدها
ليتها عرفت أن قلبي يدق لها
مائتي دقة في الدقيقة
يا ليتها
عرفت أنني لم أعش قبلها
أنني ضائع.. ضائع.. بعدها
أن عمري انتهي
ليتها ..





- حلقات ( انطولوجيا شعراء وجدة) يعدها الشاعر المغربي بوعلام دخيسي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى