محمد حامدي - كورونا والعيد

فِطْرٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا فِطْرُ
أ بالذي كنت تأتي أم هو الهَجْرُ؟
هي الكرونة قد قَضَّتْ مضاجعنا
فينا جرى حكمها وانتابنا الذُّعْرُ
قد غَلَّقَتْ حولنا أبوابها مُدَداً
حَجْرٌ وتَكْمِيمُ وَجْهٍ هَدَّهُ الأسْرُ
داء تَغَشَّى دم الأجناس قاطبة
بتاجه ينتشي إذ يُخْنَقُ الصَّدْرُ
استفحل العزل فينا لا يفارقنا
خلف الكمامات يشكو نطقنا النَّبْرُ
تَرَبَّعَ الخَوْفُ في الأَبْدَانِ مُعْتَصِراً
أَنْفَاسَنا، واستباح صَدْرَنا القَهْرُ
أتْعَبْتَنا يا شبيه السجن شاكلة
هَلاَّ حَنَوْتَ على المحجور يا حَجْرُ؟
إنا مكثنا على الطوى لجائحة
اشتاق فيها لنا الميدان والسَّيْرُ
تعطلت قبلات في جوانحنا
وهاجر الياسمينَ اللونُ والعِطْرُ
في كل يوم نمني أنفسا فرجا.
وكل أمنية شاماتها الصَّبْرُ
حَجْرٌ على العيد والأفراح واجمة
ولا مشيئة إلا النَّهْيُ والأَمْرُ
هَلَّتْ طَلاَئِعُ يوم العيد شَاحِبَةً
لا يَنتَشِي بها مَنْ أصْباحُهُ قَفْرُ
أترفل الناس في أبهى كمائمها
وخلفها الآهة البكماء والجَمْرُ؟
نروم عيدا وإن غابت نسائمه
فكل عسر يليه في المدى يُسْرُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى