المصطفى المحبوب - يحدث معي هذا كثيرا.. شعر

يحدث معي هذا كثيرا ..
كلما فكرت
في رمي هذه القصائد
بمكان ما
بمحطة قطار ما
بمقهى أو استراحة..
أتظاهر
بأني عائد من سفر أو سهرة
بأني لم أنتبه لهذه القهقهة
التي أغرقتني فيما بعد
وسط تفاهة هذه الحرفة ..

لن أنسى تلك الليلة
التي ركلتُ فيها قطا
كنت على أهبة إقناع صديقي
بلاجدوائية النضال
وتعب البحث عن مناضلين جدد،
والتفكير في تقنية استقطاب جديدة..
حتى فاجأنا
من خلف براميل النفايات..
لن أنسى قهقهة صديقي الذي
مسك بشدة قارورة خمري
وجلس على طوار الشارع
حتى اقتراب
موعد انتخابات مختلفة..

منذ تلك اللحظة
لم أعد أسمح لأحد
أن يجني استعارتي
حتى وإن طرحتها أرضا
أو سقطت
من حنجرتي ذات ليل..
أو وضعتها
وديعة مقابل رغبة ما ..
سأبقى متشبثا بأعضائها
حتى وإن خاصمها الماء
سأبقى ماسكا بشعرها ..

هي الآن
في سن
لا يسمح لها بالركض
في سن
لا يسمح لي بالبكاء
في سن احتفظتْ فيه
بنصف قلب
أما النصف الثاني
فمازال منشغلا
بالبحث عن طريقة
لإغواء قصائد غير مهذبة..!!

المصطفى المحبوب
المغرب..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى