إبراهيم بجلاتي - أتذكر جملة قديمة

أتذكر جملة قديمة
أنساها
احزن قليلا
ثم أنسى
وهكذا
أطبخ كل يوم
أنسى الملح أحيانا
ولا أنسى
شعرة الفلفل الأسود
ودائما أترك سطح البوتاجاز نظيفا ولامعاً
التراب يخترق النوافذ
يفرش نفسه على السيراميك الأبيض والكتب
أمسح التراب
وأفكر في البيت المتوحش
فيلم رعب كارتوني
يحفظ الصغير مشاهده كلها والحوار
البيت المتوحش يجري على ساقين في الشارع
يلتهم الناس والحجارة
يضحك الصغير
وأنا أخاف
يا الهي
منذ هبطت على هذه الأرض
وأنا خائف
من مدرسة الفصل
من مديرة المدرسة
من أمي
من أبي
من أخي الكبير
من العيال في الشارع
من الحرب
من الحب
من السجن
لم أتوقف عن الخوف
لكنني نسيته
لسنوات طويلة
فلماذا يطل برإسه الآن
وأنا لا أعرف بالضبط مما أخاف؟
متى يتوقف الإنسان عن الكذب؟
لم أنسه مطلقا
كنت فقط
-وكما اعتدت دائما-
أختبيء
في معطف أبيض
في أكياس البول وغرفة العمليات
ما الفرق بين الحلم وزراعة الأعضاء؟
ولماذا أكون صريحا الآن معكم؟
لأن حبة الدواء التي تعيد للبول اندفاعه
تشبه عجلة دراجة هوائية؟
أم لأن قرص المنوم صغير ووردي جدا؟
لأن النوم يشبه الموت في الانفطاع وفِي الأسى
ولأن القلم لا يشبه المشرط
لكنهما يمسكان
بالطريقة نفسها
بالأمس تقريبا
هاتفني زميل دراسة قديم
لم يبذل جهدا كافيا لكي أتذكره
ذكر أسماء كثيرة
لم أجد في رأسي صورة تطابق اسما واحدا
حزنت كثيرا لأجله
واعتذرت
دون أن أعرف ماذا يحدث للإنسان في العاصفة
وبالأمس أيضا
هاتفني صديق بشأن العمل
لم أقل له أن يدي ترتعش
ولَم أقل له
إنني خائف جدا
ولا أريد _الآن- أن أختبيء
٢١ مايو ٢٠١٩

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى